هل نعيش في أشمخ الحضارات البشرية التي نشأت عبر التاريخ

هل نعيش في أشمخ الحضارات البشرية التي نشأت عبر التاريخ؟

Loading

هل نعيش في أشمخ الحضارات البشرية التي نشأت عبر التاريخ؟

هل أوَّل ما خطر في بالك هو الأبنية الشاهقة والتكنولوجيا المتقدِّمة؛ الأبحاث العلمية والاختراعات.

إن كانت الحضارة هي على هذه الصورة التي رسمتها في عقلك فلماذا قامت الولايات المتَّحدة الأمريكية خلال حربها الباردة مع الاتّحاد السوفييتي بتكلُّف عناء نشر فنٍّ جديدٍ في العالم؛ فنٍّ يحمل الطابع الأمريكي ويعبِّر عن الحضارة الأمريكية وهو “الفن” التشكيلي.

الولايات المتحدة بحضارتها ذات العمر الذي لا يزيد عن أربعة قرون في مواجهة الاتّحاد السوفييتي صاحب الحضارة الأقدم التي علت وشكَّلت إمبراطوريات؛ وكان لها فنونها الخاصَّة التي تحمل طابعها (من رسم وموسيقا وشعر وفلسفات)؛ فرأت الولايات المتَّحدة أنَّها ليست أهلا لمنافسة السوفييت على قيادة العالم  دون فنٍّ يكون خاصَّاً بها، وطريقة عيشٍ وفلسفات (حضارة) تفتخر بها وتنشرها في العالم، فصنعت الفنَّ التشكيلي .

ولسنا هنا في صدد مناقشة الفنّ التشكيلي، وهل هو فنٌّ أصلاً، وإنَّما لنعرف “هل نحن نعيش في أشمخ الحضارات البشرية التي نشأت عبر التاريخ. 

ما الذي قدَّمه العصر الذي نعيشه للبشرية؟

كلُّ ما قدَّمه عصرنا للبشرية هو اختراعاتٌ وأدواتٌ لتسهيل العيش الآني، كلُّ ما قدَّمه جيلنا هو فلسفاتٌ تفرِّغ الإنسان من المعنى، وتضعه في دوَّامة المادية وإفراغ المعنى من كلِّ فعل، كلُّ ما قدَّمه جيلنا هو ميراثٌ يُثقل كاهل الأجيال الآتية بالفلسفات والأفكار وطرق العيش والتعامل الغربية كـ: تقديس الإنسان أو تبخيسه أو الغلوّ في تقديسه أو احتقاره. براغماتية تُسقط كلَّ علاقةٍ لا تقوم على فائدةٍ أو مصلحةٍ ذاتية _كالعلاقة الأسرية مثلا_، عدميةٌ تُسقط كلَّ معنىً في أيِّ فعلٍ، وعلاقةٌ تجعل فعل الفعل وعدمه سواءً. سيولةٌ تُسقط الفوارق بين قيم الجمال والقبح؛ بين الخير والشرّ؛ وهذا انحرافٌ عن مسار البشرية مذ بدأت.

ستلتقط الأجيال المقبلة هذا الميراث متسائلةً:

هم حسَّنوا الحياة الآنية وزادوها سهولةً؛ وهم مهيؤون بل مطالبون بذلك، ولكن لماذا غامروا ووضعوا طرق عيشٍ وفلسفاتٍ تحتمل الخطأ والصواب، في حين كانت هناك مرجعيةٌ مُطلقةٌ منزَّهةٌ عن الخطأ من الممكن أن يستندوا عليها وهي الإله.

Recommended Posts

No comment yet, add your voice below!


Add a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *