مع رجالات خوار -محمد الغزالي- مستطيل

نبي مُرعب

Loading

﴿سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ﴾. [آل عمران:151]. نبي مرعب

قال لي طالبٌ جامعيٌّ بالإسكندرية: لقد أروني كتاب البخاري، وقرؤوا لي منه حديث: «نُصِرْتُ بِالرُّعْب» وتضاحكوا وهم يقولون: «نَبيٌّ مُرعبٌ» ينشر دينه بالإرهاب، والاعتراف سيِّد الأدلَّة!

وقلت للطَّالب: إنَّ البخاريَّ وغيره رووا هذا الحديث، وأريد أن أشرح لك المعنى الوحيد له, مُستعرضاً مواضع هذه الكلمة لا في السُّنَّة الشريفة بل في القرآن الكريم، لتعلمَ أنَّها أتت في سياق حربٍ ((دفاعيَّةٍ)) عن الحقِّ، ((هجوميَّةٍ)) على الباطل، لا عدوان فيها ولا إرهاب…

بعد هزيمة المسلمين في أُحد نزلت هذه الآية:

﴿سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ﴾. [آل عمران:151].

وهزيمة أُحد كانت في أعقاب خروج المشركين من مكَّة، وشنّهم الهجوم على الإسلام وأُمَّته في المدينة.

وقد استطاع المشركون إيقاع خسائر جسيمة بالمدافعين عن الدِّين وموطنه الجديد مما ترك آثاراً سيئة في النُفوس…

فأراد الله أن يواسي جراحهم، وأن يُشعرهم أنَّ القتال القادم سيكون لمصلحتهم، وأنَّه سيقذف الرُّعب في قلوب المعتدين عندما يكرِّرون هجومهم. فماذا في ذلك من عيب؟

وجاءت هذه الكلمة عندما خان يهود بني النضير عهدهم، وحاولوا قتل النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، فجرَّد عليهم حملةً ليؤدِّبهم، ولكنَّ القوم حلَّ بهم الفزع دون قتالٍ, وقرَّروا الجلاء عن المدينة: ﴿مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ[الحشر2]

وأخيراً: ذُكرت هذه الكلمة عندما انضمَّ يهود بني قريظة إلى الأحزاب التي أحاطت بالمدينة تبغي دكَّها على من فيها، وأعلنت حصاراً رهيباً عليها.

وكان بنو قريظة قد أعطوا العهد من قبل على أن يعيشوا مع المسلمين في سلامٍ شريف، واعترف رئيسهم بأنَّه لم يجد من النَّبيِّ إلَّا خيراً، ومع ذلك فقد انتهز الفرصة التي سنحت، وأعلن الحرب الغادرة, وظنَّ أنَّه سيقاسم المشركين الغنائم بعد الإجهاز على محمَّدٍ وصحابته. ولكنَّ قدر الله كان أغلب، لقد فضَّل الله جميع المحاصرين:

﴿وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا[الأحزاب 26]

 أَإذا وقعت حربٌ الآن بيننا وبين إسرائيل، حربٌ جادَّة يستعلن فيها الإسلام, وتتَّحد الكلمة, ويتقدَّم ليوث محمَّد يطلبون إحدى الحُسنيين: إمَّا النَّصر وإمَّا الشّهادة ، وفزع اليهود لهذا الزَّحف الجديد، الواثق العنيد، فإذا حدث ذلك وسرى الرُّعب في قلوب أعدائنا قيل عنَّا أنَّنا إرهابيون؟

Recommended Posts

No comment yet, add your voice below!


Add a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *