مع رجالات خوار -الشيخ أحمد كفتارو- مستطيل

موقف المسلمين من قضية القدس

Loading

بداية، عندما نتحدث عن القدس وقضيتها، فماذا نقصد وماذا تعني لنا هذه القضية؟
هل تعني المسجد الأقصى، وقبة الصخرة، وباقي المقدسات الإسلامية والمسيحية واليهودية؟

أم إنها تعني لنا قضية الأمة ومصيرها ومستقبلها وأجيالها؟
إنها تعني كل ذلك، إنها قضية شاملة، ترمز إلى حقيقة الإيمان بالله تعالى ورسالاته كلها، وإلى تسلسل الرسل والأنبياء جميعهم، وإلى مسؤوليتنا بجعلها مدينة مفتوحة للعبادة، و كونها عاصمة الدولة العربية الفلسطينية المرتقبة.
إنها مدينة عربية  مباركة قبل هجرة سيدنا إبراهيم إليها، فكما جاء في التوراة فإن نبي الله إبراهيم حينما جاء إلى مدينة القدس كان يحكمها رجل صالح قديس موحد لله، وهو زعيم قبيلة كنعانية عربية تسمى اليبوسيين.
إن قدسية المقدسات في القدس تنبع من تعظيم المسلمين لكل الأديان السماوية، ولكل أنبياء السماء: إبراهيم وداود وسليمان و موسی و عیسی و محمد، عليهم وعلى إخوانهم أفضل الصلاة والتسليم، إننا نعتقد أن وجود داوود وسليمان وموسی وغيرهم من أنبياء الله في القدس، قد زاد من قدسية هذا المكان عند المسلمين، وإن ولادة سيدنا عيسى المسيح في الأرض المقدسة تزيد في اعتقادنا بقدسية تلك الأرض المقدسة، وإن إسراء النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى المسجد الأقصى يزيد عندنا من قدسية القدس، ونحن لا نفرق بين أحد من رسل الله، إبراهيم وداوود وسليمان وموسی وعیسی، کلهم في اعتقادنا أنبياء محمد صلى الله عليه وسلم ، ونقف معهم ضد أعدائهم، کما نقف مع محمد ضد أعدائه، وبجهود المسلمين يؤمنون بكل الأديان السماوية ويقدسون كل المقدسات، سواء أكانت إسلامية أم مسيحية أم يهودية، وبعبارة أدق فإنها جميعا مقدسات إسلامية، لأن تقدیس المسيح وأمه وإنجيله عقيدة إسلامية، وتقدیس موسی و توراته عقيدة إسلامية، بل لا يصح إسلام مسلم ما لم يتحقق فيه الإيمان الكامل بأنبياء الله كافة ورسالاتهم.
وتتحدث الوقائع التاريخية فتقول: إن مدينة القدس كانت في ظل الدولة العربية الإسلامية مدينة مفتوحة لكل أبناء الديانات السماوية، لممارسة مناشطهم الدينية والدنيوية كلها، حتى إن المسلمين تشرفوا بخدمة الأماكن المقدسة لدى الديانات السماوية كافة، وحافظوا عليها، وقدموا التضحيات لحمايتها.
نعم، في ظل الإسلام رفض خليفة المسلمين عمر بن الخطاب أن يدخل القدس بالفتح العسكري.
والدارس للتاريخ يرى أن خطة المسلمين لفتح بلاد الشام لم تتعرض مطلقا لفتح القدس بالمعارك الحربية، لعظيم مكانة القدس وقدسيتها عندهم، وإنما أحاطوا بها وبعيدا عنها، وجعلوها جزيرة معزولة عن الإمبراطورية البيزنطية، وهي المدينة الوحيدة التي تسلم مفاتيحها لخليفة المسلمين، بعد أن طلب الأسقف (سوفرونیوس) هذا من عمر بن الخطاب، ومن يومها أصبحت تحمل اسم القدس بعد أن كانت تسمى (أورشليم)، فالقدس اسم إسلامي، وقداستها حقيقة إسلامية فرضتها تعاليم الإسلام بنص القرآن وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم.
وفي ظل الإسلام رفض الخليفة عمر بن الخطاب أن يقيم صلاته في كنيسة القيامة، مع أن رهبانها دعوة لإقامة الصلاة فيها.
لم يا عمر؟! قال: لأنني أخشى أن يتخذ بعض المسلمين صلاتي فيها حجة لتحويلها إلى مسجد
وخلاصة القول: إن القدس والأرض التي حولها -التي بارك الله فيها- وحمايتها والدفاع عن حريتها وكرامتها، وصيانة حقوق أهلها، والدفاع عن كافة  الأراضي العربية الإسلامية المحتلة. هي عقيدة دينية إسلامية ثابتة، لا يعتريها  الضعف أو الالتباس، وهي عقيدة متجددة مع كل مولود مسلم، تدفع العدوان ولا تعتدي، وتصون حقوقها ولا تغتصب حق أحد. وتحافظ على حقوق الإنسان مهما كان اعتقاده .

Recommended Posts

No comment yet, add your voice below!


Add a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *