مساواة لدرجة الظلم

مساواة لدرجة الظلم

مساواة لدرجة الظلم

لا نريد أيَّ تمييزٍ بين شخصٍ وآخر بل ندعو إلى المساواة المطلقة…

هذا هو التوجُّه الليبرالي في الغرب، شعاراتٌ خلَّابةٌ، فمن لا يريد أن يكون متساوياً مع الناس أجمعين؟؟

أوَّلاً: سندعو إلى نبذ الأديان لأنَّها تدَّعي أنَّ أصحابها هم الناجون فقط، وهذا إخلالٌ بالمساواة, فكيف يمكننا أن نسمح لهم باحتكار الحقِّ؟؟؟

يبدو هذا منطقياً لك، أليس كذلك؟؟

إن كان ذلك فدعنا نكمل لك عرض مخطَّطنا ورؤانا، ثمَّ ننشئ نظاماً يقف في موقف الحياد من كلِّ دين، فلن يكون متأثِّراً أو متعلِّقاً بأيِّ دين كما قلنا، ولا نريد احتكار الحقِّ لأحد، فسيتطوَّر هذا النظام حتَّى يصبح كالدين كما تقول: “سيسي لابورد” الكاتبة المؤيِّدة لليبرالية في كتابها: “دين الليبرالية”. سنحارب كلَّ من يحاول نقد هذا النظام حتَّى نصبح نحن من نحتكر الحقّ. نعم إنَّه خطأٌ وقعنا فيه من غير قصدٍ… تجاهله مبدئياً، ولكن شاهد مجتمعاتنا، لقد كان المثليون والمتحوِّلون في العقود الماضية يتعرَّضون للاضطهاد، وكان اليهود مضطهدين ومنبوذين، وكانت المرأة مضطهدةً لا تستطيع أن تبدي رأيها، نحن من أعدنا إلى هذه الأقلّيات حقوقها، أجَل لا تستغرب، لقد سمحنا للمثليين أن يعبِّروا عن آرائهم بحُرية، وسخَّرنا لهم ما استطعنا من إعلامٍ، ومؤسَّساتٍ حتَّى نسمح لهم بالتعبير عن آرائهم، إلى أن يصير كلُّ من يُعارضهم من الأقليات، لكنَّنا لا نريد منه أن يعبِّر عن رأيه، فليحتفظ به لنفسه، وربَّما لن نسمح له بأن يحتفظ برأيه لنفسه، لأنَّه وإن كان صاحب شركةٍ وقام أحد الموظَّفين عنده بالتحوُّل من جنس لآخر، ثمَّ راح يتقاعس عن أداء مهامه، فلن يستطيع المدير تطبيق أيِّ إجراءٍ تجاه المتحوِّل لأنَّه يستطيع أن يشتكي عليه، ويدَّعي أنَّ المدير لم يحترم توجُّهاته واختياراته، وتُقام محكمةٌ، ويثور المجتمع في وجه هذا المدير .

أمَّا اليهود، فقد عدَّلنا على التاريخ قليلاً حتَّى جعلنا حادثة “الهولوكوست” مذابح جماعيةً راح ضحيتها الملايين، ثمَّ ألصقنا تهمة معاداة السامية بكلِّ من يشكِّك في صحَّة هذه المحرقة، فنحن لا نسمح باضطهاد الأفراد بدافع الكراهية، صحيحٌ أنَّ من يشكِّك ولو قليلاً في حوادث الهولوكوست يصبح مضطهداً في مجتمعاتنا، وإن كان تشكيكه في إطار البحث العلمي أو الأكاديمي، حتَّى أنَّ المجتمع في كاليفورنيا أجبر مدير مدرسةٍ فيها -اسمه لاتسون- شكَّك في سياق حديثه بالهولوكوست على أن يعتذر

على الملأ، وأن يزور متحف المحرقة، ويُعلن أنَّه يجب عليه أن يتعلَّم أكثر عن الأحداث التاريخية .

صحيحٌ أنَّنا لا نقوم بأيِّ إجراءٍ تجاه القمع الذي يتعرَّض له هؤلاء، ولكن من يهتم بهم.

أمَّا المرأة فقد أقنعناها أنَّ وجودها في سوق العمل هو الشيء الوحيد الذي يحقِّق ذاتها، فكما تعلم أجور المرأة العاملة أقلُّ بكثيرٍ من الرجل العامل، وأقنعناها أيضاً أنَّ عدوَّها الأوَّل هو الرجل والأمومة، وأنَّها قادرةٌ على التخلِّي عن الرجل في كلِّ جوانب حياتها، وفي نفس السياق حاولنا تحقير المرأة في عين الرجال وأقنعناهم أنَّ كبريائهم يُهدم عندما يعتمدون في أيِّ شيءٍ في حياتهم على المرأة، وإلَّا فكيف يمكننا تفكيك الروابط الأسرية، وتعزيز الشذ.وذ، وخدمة أجنداتنا .

ربَّما لازلت غير مقتنعٍ بأنَّ الليبرالية هي أفضل ما توصَّل إليه العقل البشري، وأنَّها ستنتشر في المجتمعات كلِّها كالنار في الهشيم عبر العولمة، فيغدو العالم مكاناً أفضل، سأقنعك… دعك من العلاقات بين الدول والأنظمة المعقَّدة وانظر إلى سياساتنا على مستوى المدارس، في عالم المساواة لا نريد رابحاً وخاسراً، أو ناجحاً وراسباً، لذلك نقوم في مدارسنا بمنع كلِّ لعبةٍ تنافسيةٍ بين الأطفال، ونحاول إيجاد ألعابٍ لا يوجد رابحٌ أو خاسر، وستتساءل: ألا يقتل هذا الدوافعَ والحوافزَ عند الأطفال؟

عزيزي ابحث بنفسك، وأنصحك أن تبتعد عن الصورة التي نريد زرعها في رأسك باستخدام هوليوود والغزو الإعلامي الضخم، ابحث بنفسك، وستعرف إلى ماذا نسعى.

قصَّة الهجوم على مدير مدرسةٍ في كاليفورنيا: القصة

Recommended Posts

No comment yet, add your voice below!


Add a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *