غلاف مصطفى محمود

إن لي عبيداً إذا حادثتهم لا يستفهمون وإذا كلمتهم لا يجادلون وإذا أمرتهم لا يَهمُّون .. أيهمّون !!؟

من يهمّ في الأمر يقع بين تقديمه وتأخيره ومن يستفهم في الحديث يقع بين ثبته ومحوه … إنما عبدي حقاً من ينطلق إلى الفعل لحظة الأمر..

لا يستفهم ولا يجادل ولا يهم شأنه شأن ملائكة العزائم ( والله يستنكر في كتابه جدال اليهود حينما أمرهم بأن يذبحوا بقرة فراحوا يجادلون و يستفهمون أي نوع من البقر وما لون تلك البقرة وما سنها
من [الآيات 67 – 71 من سورة البقرة] .. وهو يضرب بتلك الآيات مثلا على سفاهة اليهود وعلى سفاهة الجدل ).

لو ناقشت أحكامي فقد جعلت من نفسك ربّاً ووقفت مني موقف الندِّية وهو الكفر بعينه ولا يصح أن تتوقع في الكفر عطاء .. ما دمت جعلت من نفسك إلها نِدَّاً لإلهك فأعط نفسك .. وإنما العطاء يكون حينما تلزم موقف العبد من عظمة الرب .. ولهذا يقول الله ( وَمَا خَلَقْتُ ٱلْجِنَّ وَٱلْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) [الذاريات – 56]
( إلا لأفيض عليهم وأعطيهم ولا تكون تلك الإفاضة إلا من رب لعبد ولا يمكن أن تكون من رب لرب ).

Recommended Posts

No comment yet, add your voice below!


Add a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *