قادر لم لا يكف شر العدا

قادر؟ لم لا يكف شر العدا؟

Loading

قادر لم لا يكف شر العدا

يتساءل أحدهم في ظلِّ الأحداث التي تحدث في بلاد المسلمين: لماذا يدع الإله الشرَّ يحدث، فإمَّا أنَّه إلهٌ قادرٌ وخيِّرٌ فبذلك يمنع الشرّ، أو أنَّه قادرٌ وشريرٌ لذلك لا يمنع حدوث الشرّ، أو هو غير قادرٍ لذلك لا يستطيع أن يمنع وقوع الشرّ.

إنَّ الإله قادرٌ على إيقاف كلِّ شرٍّ بقدرته، بل وقادرٌ على فعل كلِّ أمرٍ بـ (كن فيكون)، وهو قادرٌ على سلب إرادة البشر فيجعلهم لا يقومون إلَّا بأعمال الخير .

لا يحدث الشرُّ دون علم الله، فهو من قال: ((ونبلوكم بالخيرِ والشَّرِّ فتنةً ثمَّ إلينا تُرجَعُونَ))[الأنبياء35].

أي: أيُّها الناس، وجودكم على هذه الأرض اختبارٌ قائمٌ على أنَّ كلَّ واحدٍ منكم قادرٌ على ممارسة الشرِّ أو الخير، وسيصاب بالخير والشرِّ لأنَّه في دار امتحانٍ، وليس في الفردوس، ولكن لا تنسوا أنَّ مرجعكم إلينا، وهذا ما سيحملكم حملاً على فعل الخير، وهذا ما سيحملكم حملاً على الصبر إن أُصبتم بأذىً حتَّى تنالوا خير الجزاء، ونعم الثواب، وتعلموا أنَّ من فعل الشرَّ فهو ليس بمعجزٍ الإلهَ، وإنَّما سيجمعهم الله جميعاً، وسيوفِّيهم أعمالهم .

سؤال: لمن أعدَّ الله جهنَّم وشجرة الزَّقُّوم التي إذا أكل منها الرجل كانت كالمهل يغلي في البطون؟

لمن أعدَّ ماءً إذا شربه الرجل تساقط منه لحم وجهه؟

لِأُناسٍ فعلوا هذه الأعمال الشنيعة التي تأباها أيُّ نفسٍ إنسانيةٍ، لِأُناسٍ تركوا شريعته التي أنزلها رغم أنَّه وهبهم عقلاً يتفكَّرون به، ويُدركون أنَّ بها خيراً في أمور دنياهم وآخرتهم، لِأُناسٍ طغت شهوات نفوسهم على ميزان الحقِّ الذي أعطاه الله لهم، ليتفكَّروا ويتبيَّنوا الصواب من الخطأ، ولمن جعل الله الثواب الأبديَّ في الجنَّة التي فيها أنهارٌ وقصورٌ لا يتخيَّلها العقل؟

لمن أعمل عقله، واستفاد منه، لمن لم يدع لشهوات نفسه تأثيراً في اتِّخاذ قراراته، لمن صبر وعلم أنَّ الآخرة خيرٌ لمنِ اتَّقى .وقدرة الله مرتبطةٌ بحكمته وعلمه، فأسماء الله الحسنى يكمِّل بعضها معاني بعض، فهو قويٌ ولكنَّه رحيم، شديد العقاب ولكنَّه غفور، قديرٌ ولكنَّه حكيم، فقدرته التي لن تستوعبها عقولنا مرتبطةٌ بحكمته التي ربما لن تستوعبها عقولنا أيضاً.

Recommended Posts

No comment yet, add your voice below!


Add a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *