في هذا العصر

Loading

هل الدين أفيون

في هذا العصر” إن أردت شهرةً فقيِّم كلَّ من أجمعَ أهلُ عصره على صلاحه أو قضت الأمَّة في أمرهم سابقاً .

في هذا العصر” إن أردت أن تكون بطلاً من أبطال الـ “الفيسبوك” والـ “يوتيوب” ما عليك سوى أن تضع عنواناً مُلفِتاً لمحتواك  كـ “حقيقة الشيخ فلان” أو “غلطة د. فلان” أو “فلان في الميزان”.

 فإمَّا أن تفتري عليه أو أن تجلب زلَّةً وقع فيها هذا الشيخ فتعظِّمها وتضخِّمها حتَّى يعتقد أنَّه أفسد من أبي لهب؛ مع أنَّ أئمَّة عصره الأعلام أجمعوا على صلاحه .

في هذا العصر” يُطعن بإمامٍ من الأعلام بينما لا يداني علمُ ذلك الطاعن علمَ المطعون فيه .

في هذا العصر” لست بحاجةٍ إلى تعلُّم أسس النقد المنهجيّ وأحكامه ولوازمه؛ ويكفيك لتصبح ناقداً كاميرة ومجموعةٌ من الكتب في خلفية الصورة، لا تفتحها إلَّا قاصداً البحث عن زلَّات العلماء للتشهير بهم.

في هذا العصر” ترى جمهورك يصفِّق لك لأنَّك أنقذته  من إمامٍ ما عرفوا عنه إلَّا زلَّته، وما عرفوا من كلِّ عالمٍ تحدَّثت عنه إلَّا زلَّاتٍ وهفواتٍ ضخَّمْتَها فظهرتَ أمامهم بمظهر المنقذ المنافح عن الدِّين والسُّنّة. 

كانت المناظرات في العصور الماضية داخل المسلمين أنفسهم يتدوال فيها العلماء القضايا عن فقه بها ودراية أمَّا: “في هذا العصر” فإنَّ كلَّ رويبضة -الرجل التافه- يظهر علينا؛ فيتحدَّث وهو دون أدنى مستوى من درجات تحصيل العلم والأدب.

في هذا العصر” أصبح منهج البعض لا البناء إنَّما النقد والنقض والتعيير والتنقيص والبحث عن الزلَّات دون إعارة أيِّ انتباهٍ لقاعدة “لا يُترك الأئمَّة الأعلام لأجل زلَّةٍ وقعوا بها.

وكما قال ابن الوردي في لاميَّته:

لا تَخُضْ في سبِّ ساداتٍ مَضَوا        إنَّــهــم ليســــــــــــوا بأهلٍ للزَّلل

وتَغـــــــــــــــــــــافَل عـــــن أمــــــورٍ إنَّــــــــــــــــــــــــــه       لم يفز بالحمد إلَّا من غفل 

Recommended Posts

No comment yet, add your voice below!


Add a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *