جولة للحق
بقلم: ريم السبيعي

جولة للحق

  استحضر معي عزيزي القارئ أحداث عام  2020، حينما اهتزّ العالم العربيُّ والإسلاميُّ بعقدٍ شيطانيٍّ أُطلق عليه: “صفقة القرن“. حين أنشب الكيان الصهيوني مخالبَهُ ممزِّقاً كلَّ الأوراق السياسيّة العربية التي اجتمع عليها العالم العربي في السابق؛ فاختلق مع شركائه كذبة: “إسرائيل السلام“!

واليوم تتلطَّخ من جديد أيادي الكيان زاعم السلام بدماء إخواننا، وبدماء أطفالهم التي لم تُنجدها البراءة من بطش الظالمين. فـ “حسبُنا الله ونعم الوكيل“.

يقول اللّه سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: ((فأثابكم غمَّاً بغمٍّ))، ومن “الإثابة بالغمّ” نستدرك أنَّ بعض البلاء هو عين الشفاء؛ خاصَّةً عندما تتكالب الأمم على أمَّةٍ مستضعفةٍ؛ فلا يكون لها من أمرها سوى التسليم لأقدار اللّه: ((لا تدري لعلَّ اللّه يُحدث بعد ذلك أمراً)). فإذا بتدابير اللّه تقتضي اليوم أن يوقع الباطل أهله بالفخّ.

لا ريب أنَّ المصاب جللٌ، وأنَّ العزاء عاجز؛ لكنَّ تدبير اللّه أذن أن تزول آثار “صفقة القرن” إعلاميّاً على الأقلّ تاركةً صفعةً على وجه من صدَّق بها، وصفَّق لها، فينطق الرأي العامُّ العالميُّ هذه المرّة بالحقِّ مطالباً بإنصاف أهله على غير ما كان يرسمه العالم الغربي عن المسلم المجاهد في الأعين.

والأصل ألَّا يُلدغ المؤمن من جُحرٍ مرَّتين؛ فقد انكشف لنا أيضاً وهن هذا “الرَّأي العام“، وقلَّة حيلته في بتر يد المجرم بسلاح العدالة التي يدَّعيها العالم الغربيُّ، فيظنُّ أنَّه يتفوَّق بها على العالم العربيّ الإسلامي، فآن لنا ألَّا ننتظر من دون اللّه ثباتاً ولا نصراً.

فكيف تدَّعي منظَّماتٌ عالميةٌ رعايتها حقوق الإنسان، وهي لم تنصف إنساناً ينتشل أشلاء أطفاله وجثث عائلته من تحت الرماد؟

الواقع مرٌّ لكنَّه يؤذن بجولةٍ رابحةٍ للحقِّ؛ على الأقلِّ بعد انكشاف غشِّ الباطل هذه المرّة. ونحن بعد الاستبشار بقول اللّه سبحانه: ((ألا إنَّ نصر اللّه قريب)) نسأل:

كيف لنا أن نستغلَّ تلك النقاط لصالحنا؟ فهل أعددنا لهم: ((وأعدُّوا لهم ما استطعم من قوَّةٍ))؟ أم مازلنا محكومين بالخوف من إعلان آيات الجهاد نصرةً للمظلوم؛ ودفاعاً عن حمانا، ودفاعاً عن إسلامٍ انتشر بالحقِّ، ونصرةً للمظلوم؟

  ((والحُرُمات قصاص))…

Recommended Posts

No comment yet, add your voice below!


Add a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *