تدوين السنة بين الحجية والمغالطة
تدوين السنة بين الحجية والمغالطة

تقول الشبهة : إن تأخر تدوين السنّة النبوية دليل على عدم حجيتها
وعدم حفظ الله لها !

تفترض هذه الشبهة مغالطةً تربط الحفظ والحُجّية بالتدوين والكتابة، وتوحي بأن الكتابة والتدوين هي السبيل الوحيد للحفظ عن الخلط والتحريف، بينما يبني علماء الحديث منهجيتهم في قبول السنة وحفظها على جملة من القواعد المنطقية العلمية  التي يرتضيها العقل السليم والفكر القويم.

والواقع يشهد بوضوحٍ على كثيرٍ من التحريفات والادعاءات والتضليلات التي تشوب العديد من المدونات القديمة، سواء  الدينية والتاريخية منها أو حتى العلمية، فلم تستطع الكتابة والتدوين لها أن تحفظها عن هذه الأخطاء في النقل.

هذا في حال افترضنا أن السنة لم تدوَّن أبداً منذ عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عصر التدوين في القرن الأول الهجري، وهذا الافتراض ليس دقيقاً فالعديد من مصادر السنة جاءت من مدوَّنات متفرقة تركها الصحابة على شكل صحف ، كانوا يروون  الحديث منها للناس.

وفي بداية عهد الصدّيق رضي الله عنه كانت التوراة مدوَّنة والإنجيل كذلك، ولم يكن القرآن مجموعاً مدوناً في مصحفٍ واحد، فهل هذا يعطي للتوراة والإنجيل قوةً في الإثبات والقبول عن القرآن في ذلك الوقت؟

 إن حجية القرآن لم تأتِ مِن كتابته حتى نقول بوجوب كتابة السُّنة النبوية، ثم إن حجية السُّنة لا تأتي مِن كتابتها؛ إنما مِن حفظها ونقلها على مرِّ العصور، والكتابةُ لا تعني القطعَ بالشيء؛ لأن ما يُقطَع به في العلم هو عدالة ناقل الشيء، والتحقُّقُ منه، ضمن قواعد التأكد من صحة الخبر، فنقول: الكتابةُ ليست من لوازم الحُجِّية، وكتابة الشيء لا تفيد القطع به، فكثير من المعلومات التي يتناقلها الناس قديمًا كانت تعتمد على المشافهة والسماع أكثر؛ وذلك في سائر الأديان، و إذا تعارَضَ عند العلماء حديثٌ مسموع مع آخر مكتوب، أُخذ بالمسموع.

 لا يُوجَد تلازمٌ بين عدم الكتابة و عدم الحجية، فهل نستدلُّ على حجية القرآن؛ لأنه مكتوب فقط؟ نقول أن الحجية تثبت بأشياء كثيرة؛ منها التواتر، ونقل العدول الثقات، ومنها الكتابة، وليس النقل عن طريق الحفظ أقل صحة وضبطاً من الكتابة، وخاصة من قوم عُرِفوا بقوة الحافظة، فاعتمادهم على ذاكرتهم التي انضبط  الأخذ عنها بالقواعد العلمية المنطقية كان أساساً لما ينقلونه من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتدارسونه.

تفترض هذه الشبهة مغالطةً تربط الحفظ والحُجّية بالتدوين والكتابة، وتوحي بأن الكتابة والتدوين هي السبيل الوحيد للحفظ عن الخلط والتحريف، بينما يبني علماء الحديث منهجيتهم في قبول السنة وحفظها على جملة من القواعد المنطقية العلمية  التي يرتضيها العقل السليم والفكر القويم.

والواقع يشهد بوضوحٍ على كثيرٍ من التحريفات والادعاءات والتضليلات التي تشوب العديد من المدونات القديمة، سواء  الدينية والتاريخية منها أو حتى العلمية، فلم تستطع الكتابة والتدوين لها أن تحفظها عن هذه الأخطاء في النقل.

هذا في حال افترضنا أن السنة لم تدوَّن أبداً منذ عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عصر التدوين في القرن الأول الهجري، وهذا الافتراض ليس دقيقاً فالعديد من مصادر السنة جاءت من مدوَّنات متفرقة تركها الصحابة على شكل صحف ، كانوا يروون  الحديث منها للناس.

وفي بداية عهد الصدّيق رضي الله عنه كانت التوراة مدوَّنة والإنجيل كذلك، ولم يكن القرآن مجموعاً مدوناً في مصحفٍ واحد، فهل هذا يعطي للتوراة والإنجيل قوةً في الإثبات والقبول عن القرآن في ذلك الوقت؟

 إن حجية القرآن لم تأتِ مِن كتابته حتى نقول بوجوب كتابة السُّنة النبوية، ثم إن حجية السُّنة لا تأتي مِن كتابتها؛ إنما مِن حفظها ونقلها على مرِّ العصور، والكتابةُ لا تعني القطعَ بالشيء؛ لأن ما يُقطَع به في العلم هو عدالة ناقل الشيء، والتحقُّقُ منه، ضمن قواعد التأكد من صحة الخبر، فنقول: الكتابةُ ليست من لوازم الحُجِّية، وكتابة الشيء لا تفيد القطع به، فكثير من المعلومات التي يتناقلها الناس قديمًا كانت تعتمد على المشافهة والسماع أكثر؛ وذلك في سائر الأديان، و إذا تعارَضَ عند العلماء حديثٌ مسموع مع آخر مكتوب، أُخذ بالمسموع.

 لا يُوجَد تلازمٌ بين عدم الكتابة و عدم الحجية، فهل نستدلُّ على حجية القرآن؛ لأنه مكتوب فقط؟ نقول أن الحجية تثبت بأشياء كثيرة؛ منها التواتر، ونقل العدول الثقات، ومنها الكتابة، وليس النقل عن طريق الحفظ أقل صحة وضبطاً من الكتابة، وخاصة من قوم عُرِفوا بقوة الحافظة، فاعتمادهم على ذاكرتهم التي انضبط  الأخذ عنها بالقواعد العلمية المنطقية كان أساساً لما ينقلونه من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتدارسونه.

Recommended Posts

1 Comment

  1. رحم الله أئمة الحديث الذين حفظ الله بهم سنة نبيه وجزاهم عن المسلمين خيراً


Add a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *