أساطير الأولين
أساطير الأولين

نقاد القرآن (1)
القرآن أساطير الأولين وسحرٌ مبين أتى به محمد !

درج نقّاد القرآن الكريم قديماً وحديثاً على التشكيك في مصدرية النص القرآني، ولعلَّ الرأي المشترك بين غالبيتهم هو نزع صفة الألوهية عن النص القرآني، فمن وجهة نظر هؤلاء أن القرآن أساطير الأولين، أو سحر مبين أتى به محمد , فالقرآن انعكاس لتجارب النبي  في الحياة، وهذا ما قاله بعض رجال قريش قديماً وردده بعض المعاصرين.

ونحن في الدرس القرآني مأمورون بالعدل والإنصاف استجابة لقوله تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ )) [المائدة:8].

ومن باب بيان الحق في هذه القضية يتوجب إيضاح الأمور الآتية:

  1. لقد سمع القوم القرآن الكريم فقالوا: لو نشاء لجئنا بمثله وقد بيَّن القرآن مقولتهم: ((وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا قَالُوا قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ))[الأنفال:31]، وقوله تعالى:((وَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ))[الزخرف:30]، فإنْ كان ما يتلى من القرآن الكريم أساطير وسحراً -حسب قولهم- فقد جاء التحدي بالمجيء بمثله في قوله تعالى: ((أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَلْ لَا يُؤْمِنُونَ (33) فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ))[الطور 33-34] فعجزوا عن ذلك،
    ثم كان التحدي بالمجيء بعشر سور في قوله تعالى:
    ((أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ))[هود: 13] فعجزوا،
    فجاء التحدي بالمجيء بسورة من مثله بقوله تعالى:
    (( وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ))[البقرة: 23].  فعجزوا أيضاً ثم ختم التحدي إلى قيام الساعة بقوله تعالى: ((قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا))[الإسراء:88].
  2.  ألم يخش النبي بهذا التحدي أن يثير حمية القوم الأدبية فيهبوا لمنافسته؟ وماذا عساه يصنع لو أن بلغاءهم تعاقدوا على أن يضع أحدهم صيغة ثم يتناولها سائرهم بالإصلاح والتهذيب، حتى يخرجوا كلامًا إن لم يتفوق عليه فلا أقل من أن ينافسه ولو في بعض نواحيه؟ ثم لو طوعت للنبي نفسه أن يصدر حكم العجز عن المجيء بمثله على أهل عصره فكيف يصدره على الأجيال القادمة إلى يوم القيامة؟ إن هذه مغامرة لا يتقدم إليها رجل إلا إذا كان موقناً بتصاريف القضاء، وخبر السماء.
    (النبأ العظيم /دراز/ 73)
  3. إنَّ عجز القوم عن أن يأتوا بآية من مثل ما أوتي النبي ، وهم الذين كانوا أفصح العرب دليل على عجز النبي بأن يأتي بالقرآن من عند نفسه من باب أولى. وقد طلب القوم من النبي  تبديله وتغييره فجاء النص القرآني صريحاً بأن ليس له ذلك، قال تعالى: ((وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ)) [يونس:15].
  4. لو كانت هذه القصص المتنوعة الواردة في القرآن الكريم قد تعلمها النبي ونقلها عن آخرين لأخبروا بذلك وبينوه، ولو أخبروا به لنقل وعرف بين القوم مما جعل الناس تتعرف على مصدرية الكلام فتنصرف عن النبي  ؟!!!
  5. النصوص القرآنية صريحة في أن النبي  لم يكن يعرف شيئاً من هذه القصص قبل نزول الوحي، قال تعالى: ((تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلَا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ)) [هود:49].
  6. إنَّ من المستحيل عقلاً أن يظهر عالم في فن من الفنون دون أن يتتلمذ على أساتذة يتلقى عنهم معارفه وعلومه، والنبي  لا يعرف القراءة ولا الكتابة، ولم يؤثر عنه أنه قد خرج من مكة لتلقي العلم، وهذا دليل على أن ما جاء به هو وحي من الله، قال تعالى: ((نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ)) [يوسف:3].
  7. إن ما ورد من أخبار الغيب والنبيين في القرآن الكريم دليل على أن القرآن الكريم من عند الله وأنه ليس حديثًا مفترى، وليس أساطير الأولين.

من خلال ما سبق يتضح أن قولهم: القرآن أساطير الأولين وسحرٌ إنما هو من تخبط القوم وتحيرهم، وإن عجزهم عن المجيء بما يماثل سورة من مثل القرآن الكريم لدليل واضحٌ على أنه لا يمكن أن يكون من تأليف بشر، إذ إن هذا الاحتمال مخالف لبرهان العجز الذي دلّت عليه التجربة المشاهدة (من روائع القرآن، د.البوطي،129)، يقول الزركشي: “فقد ثبت أنه تحداهم به وأنهم لم يأتوا بمثله لعجزهم عنه لأنهم لو قدروا على ذلك لفعلوا ولما عدلوا إلى العناد تارة والاستهزاء أخرى، فتارة قالوا: سحر، وتارة قالوا: شعر، وتارة قالوا: أساطير الأولين، كل ذلك من التحير والانقطاع“.(البرهان في علوم القرآن/الزركشي/2/91).

درج نقّاد القرآن الكريم قديماً وحديثاً على التشكيك في مصدرية النص القرآني، ولعلَّ الرأي المشترك بين غالبيتهم هو نزع صفة الألوهية عن النص القرآني، فمن وجهة نظر هؤلاء أن القرآن أساطير الأولين، أو سحر مبين أتى به محمد , فالقرآن انعكاس لتجارب النبي  في الحياة، وهذا ما قاله بعض رجال قريش قديماً وردده بعض المعاصرين.

ونحن في الدرس القرآني مأمورون بالعدل والإنصاف استجابة لقوله تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ )) [المائدة:8].

ومن باب بيان الحق في هذه القضية يتوجب إيضاح الأمور الآتية:

  1. لقد سمع القوم القرآن الكريم فقالوا: لو نشاء لجئنا بمثله وقد بيَّن القرآن مقولتهم: ((وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا قَالُوا قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ))[الأنفال:31]، وقوله تعالى:((وَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ))[الزخرف:30]، فإنْ كان ما يتلى من القرآن الكريم أساطير وسحراً -حسب قولهم- فقد جاء التحدي بالمجيء بمثله في قوله تعالى: ((أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَلْ لَا يُؤْمِنُونَ (33) فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ))[الطور 33-34] فعجزوا عن ذلك،
    ثم كان التحدي بالمجيء بعشر سور في قوله تعالى:
    ((أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ))[هود: 13] فعجزوا،
    فجاء التحدي بالمجيء بسورة من مثله بقوله تعالى:
    (( وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ))[البقرة: 23].  فعجزوا أيضاً ثم ختم التحدي إلى قيام الساعة بقوله تعالى: ((قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا))[الإسراء:88].
  2.  ألم يخش النبي بهذا التحدي أن يثير حمية القوم الأدبية فيهبوا لمنافسته؟ وماذا عساه يصنع لو أن بلغاءهم تعاقدوا على أن يضع أحدهم صيغة ثم يتناولها سائرهم بالإصلاح والتهذيب، حتى يخرجوا كلامًا إن لم يتفوق عليه فلا أقل من أن ينافسه ولو في بعض نواحيه؟ ثم لو طوعت للنبي نفسه أن يصدر حكم العجز عن المجيء بمثله على أهل عصره فكيف يصدره على الأجيال القادمة إلى يوم القيامة؟ إن هذه مغامرة لا يتقدم إليها رجل إلا إذا كان موقناً بتصاريف القضاء، وخبر السماء.
    (النبأ العظيم /دراز/ 73)
  3. إنَّ عجز القوم عن أن يأتوا بآية من مثل ما أوتي النبي ، وهم الذين كانوا أفصح العرب دليل على عجز النبي بأن يأتي بالقرآن من عند نفسه من باب أولى. وقد طلب القوم من النبي  تبديله وتغييره فجاء النص القرآني صريحاً بأن ليس له ذلك، قال تعالى: ((وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ)) [يونس:15].
  4. لو كانت هذه القصص المتنوعة الواردة في القرآن الكريم قد تعلمها النبي ونقلها عن آخرين لأخبروا بذلك وبينوه، ولو أخبروا به لنقل وعرف بين القوم مما جعل الناس تتعرف على مصدرية الكلام فتنصرف عن النبي  ؟!!!
  5. النصوص القرآنية صريحة في أن النبي  لم يكن يعرف شيئاً من هذه القصص قبل نزول الوحي، قال تعالى: ((تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلَا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ)) [هود:49].
  6. إنَّ من المستحيل عقلاً أن يظهر عالم في فن من الفنون دون أن يتتلمذ على أساتذة يتلقى عنهم معارفه وعلومه، والنبي  لا يعرف القراءة ولا الكتابة، ولم يؤثر عنه أنه قد خرج من مكة لتلقي العلم، وهذا دليل على أن ما جاء به هو وحي من الله، قال تعالى: ((نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ)) [يوسف:3].
  7. إن ما ورد من أخبار الغيب والنبيين في القرآن الكريم دليل على أن القرآن الكريم من عند الله وأنه ليس حديثًا مفترى، وليس أساطير الأولين.

من خلال ما سبق يتضح أن قولهم: القرآن أساطير الأولين وسحرٌ إنما هو من تخبط القوم وتحيرهم، وإن عجزهم عن المجيء بما يماثل سورة من مثل القرآن الكريم لدليل واضحٌ على أنه لا يمكن أن يكون من تأليف بشر، إذ إن هذا الاحتمال مخالف لبرهان العجز الذي دلّت عليه التجربة المشاهدة (من روائع القرآن، د.البوطي،129)، يقول الزركشي: “فقد ثبت أنه تحداهم به وأنهم لم يأتوا بمثله لعجزهم عنه لأنهم لو قدروا على ذلك لفعلوا ولما عدلوا إلى العناد تارة والاستهزاء أخرى، فتارة قالوا: سحر، وتارة قالوا: شعر، وتارة قالوا: أساطير الأولين، كل ذلك من التحير والانقطاع“.(البرهان في علوم القرآن/الزركشي/2/91).

Recommended Posts

No comment yet, add your voice below!


Add a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *