مع رجالات حوار -الشيخ الشعراوي-

الصوفية والسلفية

Loading

رحمته في الجهاد

س: هل هناك خلافٌ حقيقيٌّ بين الصوفية والسلفية في نظركم؟
ج: وجود خلافٍ بين الصوفيَّة والسلفية ناشئٌ عن خطأ في فهم السلفيَّة والصوفية، ولو أنصف الفهم في كليهما لما وُجِدَ خلافٌ أبداً. فالصوفية أخذت لوناً من السلوك المنظَّم بطرق، والمرسوم بمشايخ، والمؤكَّد بوراثات، والسلفية أخذت الوقوف عندما كان في عصر النَّبيِّ بدون فارقٍ بين أمرٍ يتغيَّر وأمرٍ لا يتغيَّر. فهل كان يُرضينا أن نفهم علَّةً لتحريم الراديو، أو التلفزيون، أو التليفون؟ وهل يُرضينا أن يرث الطريق إلى الله صبيٌّ لم يبلغ الحلم؟
فالسلفية لو فُهمت على أصلها، والصوفية لو فُهمت على أصلها لما وُجِدَ خلاف، لأنَّ الصوفية بمعناها الحقّ هي: الورع في تطبيق الدين تطبيقاً يشمل حتَّى المندوبات والسُّنَن لتكون مُلزمات، وكلُّ ذلك بعد سلامة ما افترض الله من عباداتٍ، وأدائها على الوجه المطلوب، لا تخرج بشحٍّ ولا تُرَّهات، وبذلك يصدق في المؤمن قوله تعالى: ((قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا)) [سورة الشمس-الآية 9].

والهوَّة السحيقة التي يُوجدها خصوم الإسلام، وغير الفاهمين أن
يعتبروا الصوفية عِلماً وفلسفة، وهي في الواقع ليست إلَّا مجاهدة النفس
للوصول إلى صفاء الروح، وهذا لا يُنكره سلفيّ.
وما الفلسفة إلَّا الوقوف في الحكم موقفاً ملتزماً، وفى المجتهد فيه موقفاً إن رجح فيه رأيٌ يُجرح رأيٌ آخر. 

Recommended Posts

No comment yet, add your voice below!


Add a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *