أسوأ أنواع الفلسفات

"أسوأ أنواع الفلسفات"
بقلم: أحمد الألفي

أسوأ أنواع الفلسفات

من أسوأ انواع الفلسفات والتصوُّرات والعقائد: فلسفة “اللا فلسفة”، أو عقيدة “اللا عقيدة”، ولم لا؟

وهذه الفلسفة تسلب أخصَّ الخصائص التي أنعم الله بها على الإنسان وميَّزه بها عن سائر خلقه من عقلٍ، وبصيرة، وقدرةٍ على التفكير والاختيار، مقابل أن تعطيه شيئاً من شعورٍ وهميٍ زائفٍ يريح العقل من عناء التفكير، والجسد من مشقَّة التكليف، وإن شئت قلت: تغييبٌ وتعميةٌ عن الواقع، وعن حقائقه الكبرى.

وهل هناك أعظم وأهمُّ من القضايا التي تتناول وجود الإنسان، وحياته، وموته، ومصيره الأبدي، وعلاقته بخالقه مقدِّر أقداره، ومدبِّر أموره، ومسيِّر أحواله؟

أليس من قبيل العبث والتهوُّر، وقلَّة العقل، بل وإلقاء النفس في التهلُكة عدم حمل مثل تلك الأمور محمل الجدِّ. ومع ذلك تجد كثيراً من الناس في عالمنا المعاصر هم من أتباع هذا الفكر وتلك العقيدة وإن لم يصرِّحوا بذلك، ولو سألت أحدهم عن موقفه الدِّيني أو عقيدته أو حتَّى عن تصوُّره الوضعي للوجود فقد يُجيبك بأنَّه من “اللااكتراثيين”، أي: من الذين لا يشغلهم التفكير بشأن تلك الأمور، ولا يحكمون على شيءٍ منها بالسلب ولا بالإيجاب فذلك الأمر برمَّته لا يعنيهم. ولكن يحقُّ لي أن أقف من هؤلاء موقف العجب والتساؤل… 

تظنُّون أنَّ لديكم القدرة على منع النفس، وكبح زمام العقل من التفكير النظري، أو الإيمان القلبي بهذه القضايا والحقائق، وتقفون منها موقف الحياد والسلب المطلق، وهذا الأمر فعلاً لا يعنيكم كما تدَّعون،

فهل تملكون القدرة على إيقاف شعوركم، وآلامكم الجسدية والنفسية، إذا ما كان مصيركم عذاباً أبدياً بلا نهاية؟ هل تستطيعون إيقاف ولادتكم، ودخولكم إلى هذا العالم الدنيوي؟ وهل تستطيعون إيقاف موتكم أو خروجكم منه؟

لا شكَّ أنَّ ذلك ليس بمقدوركم، فضلاً عن أن يكون بمقدور أحدٍ من البشر أصلاً، إذن فلِمَ المكابرة، وتغييب النفس عن أصدق الحقائق، وأوضحها، وأعمقها أثراً وتأثيراً في كلِّ إنسان؟   

لمَ الاستهانة والاستخفاف بشيءٍ إذا لم يؤخذ مأخذ الجدّ فقد يكون ما بعده الكساد المطلق، والخسران المبين؟ وساعتها لن ينفع الندم، ولن يكون العُذر مقبولاً.

Recommended Posts

No comment yet, add your voice below!


Add a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *