من أعاجيبِ السلوك
من أعاجيبِ السلوك
كثيرٌ من الناس يناقش القرآن والدِّين بشكلٍ عقلانيّ، ويترك الأساسيات ليبحث عن أشياء يستخرج منها إساءةً للدِّين، وهؤلاء يثيرون العجب لأنَّ سلوكهم مع البشر مع الأسف الشديد يختلف عن سلوكهم تجاه الله
فأنا إذا مرضت مثلاً، ذهبت إلى الطبيب ليعالجني وعندما أثق في الطبيب وسمعته وخبرته أسلِّم قيادي إليه فيصف لي الدواء وآخذ نصائحه قضاياً مسلَّمة…
فإذا جاءني صديقٌ يزورني وسألني: ما هذا الذي تتناوله؟ أقول له: إنَّ هذا دواءٌ قد كتبه الطبيب لي. فلا يناقش، ولا يتكلَّم… وإنَّما يسلِّم بالأمر…
فإذا كان هذا يحدث مع الطبيب وهو بشرٌ فماذا يحدث مع الله سبحانه وتعالى؟ إذا كنَّا متأكِّدين من وجوده، فلماذا نريد أن نناقش كلَّ شيء!
ولكنَّ بعض الناس قد يخدعون، وبعض الكلام والمبادئ التي توضع في قالبٍ معسولٍ لقلب حقائق هذا الدِّين قد تصل إلى عقول الناس… وهناك بعض الذين جعلوا هدفهم النيل من هذا الدِّين بالباطل.
إنَّ هؤلاء الناس موجودون، وسيظلُّون موجودين ولذلك فأنَّ هناك حكمةً في وجود الشرِّ بجانب الخير، فالشرُّ هو الذي يغري بالخير، ولذلك نجد أنَّ الوعي الدِّينيّ في بلدٍ ما قد يظلُّ خامداً حتَّى يهاجمه أمثال هؤلاء، فتجد الجميع قد هبَّ للدفاع عن حقائق الدِّين لأنَّ الخير لو ظلَّ راكداً في النفوس بدون ما يهيِّجه فقد يبهت، بدليل أنَّنا مثلاً في بعض الأمراض نعطي المريض جرعةً من ميكروب نفس المرض حتَّى نربِّي عنده المناعة. إعطاء الميكروب شرٌّ، لكنه في نفس الوقت يؤدِّي رسالة الخير في إحداث المناعة عند الإنسان.
No comment yet, add your voice below!