ليتنا في عصرهم
إنَّ للصحابة رضوان الله عليهم مزيةً خاصة ألا وهي مزية صحبة النبي صلى الله عليه وسلم وبركتها، ولا يكاد يخفى على الواحد منهم ما كان لهذه الصحبة من أثر ونفع مباركَين..
يُعرفُ الصحابي: بأنه الشخص الذي لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنًا به وماتَ على الإسلام، ومن هذا التعريف نعلم أنَّ زمن الصحابة رضوان الله عليهم هو زمن التنزيل الأول، وتقرير الشريعة السمحاء..
ولو نظرنا إلى خطٍ بيانيٍ في التاريخ لوجدنا أنَّ أدنى نقطةٍ من الانحدار الأخلاقي والديني والفكري للشعوب هي مرحلة الجاهلية ما قبل بعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم، كانوا في حالةٍ يُرثى لها، من غياب العقل وتدني الأخلاق وفعل المنكرات، حتى جاء الإسلام العظيم بتعاليمه الراقية فارتفعت تلك النقطة إلى القمة قمَّة الأخلاق الكريمة، والعبادات الشاملة بفضلٍ من الله تعالى، وهذا ما ألمحت إليه الآية القرآنية: {{اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ}} [البقرة257]، وعلى ذلك كانت الشريعة للعقل كالنور للعين، فكما أنَّ العين لا تبصر ولا قيمة لها من غير ضوء، فكذا العقل يفعل المنكرات ويغيب في حال غياب الشريعة الصحيحة..
وعلى ذلك كان عصر النبي صلى الله عليه وسلم أفضل العصور بلا منازع ولا منافس، لوجود أفضل وأكمل الخلق فيه صلى الله عليه وسلم، وتنزُّل أكمل الرسالات عليه، وكان زمان الصحابة بعده في المرتبة الثانية من الأفضلية والخيرية بمزية صحبتهم ورفقتهم الراقية له، وهذا ما أكَّد عليه صلى الله عليه وسلم حين قال: “خَيْرُكُمْ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ“ <أخرجه الإمام البخاري>، وبهذا أخبر عليه الصلاة والسلام بخيرية العصر الأول من عصور الإسلام..وهنا يتبادر إلى الذهن بعد هذا التبيين، لماذا كان أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وأبو هريرة وبلال وغيرهم من الصحابة الكرام رضي الله عنهم أجمعين في هذا العصر ونالوا أفضيلة الخيرية ولم أكن أنا معهم؟؟
لماذا لم نُخيَّر في شأن وجودنا في العصر الذي نرغب؟؟
و الجواب على ذلك في عدة نقاط:
- إنَّ الله تعالى اختار لنا –بعلمه الأزلي– ما يناسبنا، و هو خيرٌ لنا من هذه العصور، و إنَّ الإيمان بالله تعالى، وكمال الثقة به و بحسن تدبيره تجعلنا لا نرضى إلا بما رضيه هو لنا، يقول الله تعالى عزَّ شأنه: {{لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ}} [الأنبياء 23]، وهذا من كمال الرضا والإيمان به تبارك وتعالى..
- وكما وصف صلى الله عليه وسلم قرنه بالخيرية فإنه ودَّ لو رأى إخوانه الذين يأتون بعده، وعرَّفهم فقال صلى الله عليه وسلم : “وددتُ أنِّي لقيتُ إخواني، فقالَ أصحابُ النَّبيِّ: أوليسَ نحنُ إخوانَكَ قالَ: “بل أنتُم أصحابي ولكنْ إخواني الَّذينَ آمَنوا بي ولم يرَوني“ <أخرجه الإمام أحمد> , وهذا كافٍ لنرضى عن العصر الذي أوجدنا الله فيه مع كمال الثقة باختياره، وعدم تمني ما حصل ولن يتغيَّر، وإنَّ استثمار الواقع الذي نعيشه وتسخيره في الدعوة والعبادة قد يفوق عمل الكثير من السابقين الذين أسلموا وكانت الحياة راغدةً لهم ولا أعداء يكيدونهم ..
- الصحابة رضوان الله عليهم كانوا في زمن التشريع وأخلصوا في نقله لنا، والآن دورنا وواجبنا في الحفاظ على هذا التراث وإدراكه ونقله وأخذ دورهم الذي قاموا فيه على أكمل وجه دون الوقوف على حيثيات الزمان والمكان، فإننا في زمنٍ القابض فيه على دينه كالقابض على الجمر، وهذا ما لم يكن في زمانهم –مع تأكيد وجود الظلم والعقبات في طريق دعوتهم- والصبر على ذلك يرقى بالعبد درجاتٍ عالية قد لا ينالها من كانت رحلات الدعوة سهلة ميسرة أمامه، والأجر عند الله تعالى.
فاستثمار الواقع المتاح الذي أوجدنا الله تعالى فيه لإدراك منزلة حسنة عنده عزَّ وجلَّ هو خيرٌ من التطلُّع إلى أمر لم يقسمه الله لنا في علمه الأزلي، والله يحب عبادَه ويريد لهم ما فيه الخير الكبير والإحسان، و إنَّ الغاية من خلق العالمين جميعهم –في أيَّ عصر من العصور- هو عبادة الرحمن {{وما خلقتُ الجنَّ والإنسَ إلا ليعبدون}} [الذاريات56].
إنَّ للصحابة رضوان الله عليهم مزيةً خاصة ألا وهي مزية صحبة النبي صلى الله عليه وسلم وبركتها، ولا يكاد يخفى على الواحد منهم ما كان لهذه الصحبة من أثر ونفع مباركَين..
يُعرفُ الصحابي: بأنه الشخص الذي لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنًا به وماتَ على الإسلام، ومن هذا التعريف نعلم أنَّ زمن الصحابة رضوان الله عليهم هو زمن التنزيل الأول، وتقرير الشريعة السمحاء..
ولو نظرنا إلى خطٍ بيانيٍ في التاريخ لوجدنا أنَّ أدنى نقطةٍ من الانحدار الأخلاقي والديني والفكري للشعوب هي مرحلة الجاهلية ما قبل بعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم، كانوا في حالةٍ يُرثى لها، من غياب العقل وتدني الأخلاق وفعل المنكرات، حتى جاء الإسلام العظيم بتعاليمه الراقية فارتفعت تلك النقطة إلى القمة قمَّة الأخلاق الكريمة، والعبادات الشاملة بفضلٍ من الله تعالى، وهذا ما ألمحت إليه الآية القرآنية: {{اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ}} [البقرة257]، وعلى ذلك كانت الشريعة للعقل كالنور للعين، فكما أنَّ العين لا تبصر ولا قيمة لها من غير ضوء، فكذا العقل يفعل المنكرات ويغيب في حال غياب الشريعة الصحيحة..
وعلى ذلك كان عصر النبي صلى الله عليه وسلم أفضل العصور بلا منازع ولا منافس، لوجود أفضل وأكمل الخلق فيه صلى الله عليه وسلم، وتنزُّل أكمل الرسالات عليه، وكان زمان الصحابة بعده في المرتبة الثانية من الأفضلية والخيرية بمزية صحبتهم ورفقتهم الراقية له، وهذا ما أكَّد عليه صلى الله عليه وسلم حين قال: “خَيْرُكُمْ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ“ <أخرجه الإمام البخاري>، وبهذا أخبر عليه الصلاة والسلام بخيرية العصر الأول من عصور الإسلام..وهنا يتبادر إلى الذهن بعد هذا التبيين، لماذا كان أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وأبو هريرة وبلال وغيرهم من الصحابة الكرام رضي الله عنهم أجمعين في هذا العصر ونالوا أفضيلة الخيرية ولم أكن أنا معهم؟؟
لماذا لم نُخيَّر في شأن وجودنا في العصر الذي نرغب؟؟
و الجواب على ذلك في عدة نقاط:
- إنَّ الله تعالى اختار لنا –بعلمه الأزلي– ما يناسبنا، و هو خيرٌ لنا من هذه العصور، و إنَّ الإيمان بالله تعالى، وكمال الثقة به و بحسن تدبيره تجعلنا لا نرضى إلا بما رضيه هو لنا، يقول الله تعالى عزَّ شأنه: {{لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ}} [الأنبياء 23]، وهذا من كمال الرضا والإيمان به تبارك وتعالى..
- وكما وصف صلى الله عليه وسلم قرنه بالخيرية فإنه ودَّ لو رأى إخوانه الذين يأتون بعده، وعرَّفهم فقال صلى الله عليه وسلم : “وددتُ أنِّي لقيتُ إخواني، فقالَ أصحابُ النَّبيِّ: أوليسَ نحنُ إخوانَكَ قالَ: “بل أنتُم أصحابي ولكنْ إخواني الَّذينَ آمَنوا بي ولم يرَوني“ <أخرجه الإمام أحمد> , وهذا كافٍ لنرضى عن العصر الذي أوجدنا الله فيه مع كمال الثقة باختياره، وعدم تمني ما حصل ولن يتغيَّر، وإنَّ استثمار الواقع الذي نعيشه وتسخيره في الدعوة والعبادة قد يفوق عمل الكثير من السابقين الذين أسلموا وكانت الحياة راغدةً لهم ولا أعداء يكيدونهم ..
- الصحابة رضوان الله عليهم كانوا في زمن التشريع وأخلصوا في نقله لنا، والآن دورنا وواجبنا في الحفاظ على هذا التراث وإدراكه ونقله وأخذ دورهم الذي قاموا فيه على أكمل وجه دون الوقوف على حيثيات الزمان والمكان، فإننا في زمنٍ القابض فيه على دينه كالقابض على الجمر، وهذا ما لم يكن في زمانهم –مع تأكيد وجود الظلم والعقبات في طريق دعوتهم- والصبر على ذلك يرقى بالعبد درجاتٍ عالية قد لا ينالها من كانت رحلات الدعوة سهلة ميسرة أمامه، والأجر عند الله تعالى.
فاستثمار الواقع المتاح الذي أوجدنا الله تعالى فيه لإدراك منزلة حسنة عنده عزَّ وجلَّ هو خيرٌ من التطلُّع إلى أمر لم يقسمه الله لنا في علمه الأزلي، والله يحب عبادَه ويريد لهم ما فيه الخير الكبير والإحسان، و إنَّ الغاية من خلق العالمين جميعهم –في أيَّ عصر من العصور- هو عبادة الرحمن {{وما خلقتُ الجنَّ والإنسَ إلا ليعبدون}} [الذاريات56].
No comment yet, add your voice below!