خماسية لمضاعفة تأثير حديثك

خماسية لمضاعفة تأثير حديثك

ليس المهمُّ ما تقوله، ولكن  المهم هو كيف تشعر به. فإذا كنت تؤمن بما تقوله، فستلمس القلوب” هكذا عبَّر “مارتن لوثر كينغ” وهو الخطيب المشهور؛ مؤكداً أنَّ الحديث المؤثِّر هو أقوى الوسائل لنقل الأفكار والقيم، خاصَّةً إذا كان يعتمد على الصدق والوضوح.

إذا قمت بالبحث عبر الإنترنت حول نصائح لتجعل حديثك مهمَّاً ومؤثِّراً فبالطبع ستجد آلاف النصائح والأفكار، ولكن دعني ألخِّصها لك بخمس نصائح أساسيةً استخلصتها من تجارب عملية، ومن أقوال المشاهير في هذا المجال المعتبر.

تخيَّر مصدر الكلام

ينبع الكلام من مصدرين رئيسيين هما (العقل والقلب) فإن كان حديثُّك موجَّهاً إلى أصحاب العقول النيِّرة من العلماء والمتخصِّصين فأنصحك بأن تبدع في صياغة كلماتٍ تُظهر فيها براعتك وفصاحتك، وتُبرز فيها حجم خبرتك لتقنع المستمعين فيبهَرون بمدى احترافيتك، وبكلِّ تأكيدٍ لن ينفع هذا الأسلوب مع العامَّة، والكلام إن خرج من قلبك فسيكون له وقعٌ مختلفٌ، وما يبدأ من القلب فسيُصبُّ في القلوب حتماً.
اجعل المعاني تنساب بصدقٍ من عقلك إلى قلبك لتَخرج محمَّلةً بالحكمة الصادقة فتشعرهم بإخلاصك ورغبتك في نفعهم، وكلَّما كان كلامُك مليئاً بالحقائق التي عايشتها وارتبطَت بك كان وقعه أقوى.

أوضِح وبسِّط

خاطبوا الناس على قدر عقولهم[رواه البيهقي]. وصيةٌ نبويةٌ يجب ألَّا تنساها، فتوضيح المفاهيم والمصطلحات، وتفسيرها يسهِّل على المستمعين فهم أفكارك، تلك المعاني المعقَّدة والكلمات الجزلة لها مكانها في كتب الأقدمين، ولكنَّها لم تعد تصلح اليوم لخطاب الجميع، مع أنَّنا نرى فيها جمال اللغة، وبديع ما يُصاغ من معانٍ، وتبقى الكتب التخصُّصية هي المكان الأفضل لذلك، فلا تتكلَّف في حديثك، وابذل قصارى جهدك في مساعدة الناس على فهم رسالتك.

إثراء الكلام بجميل القصص

(لقد كان في قَصصهم عبرة) كلُّنا _بلا استثناء_ يهوى القصص، وإنَّ أكثر السور القرآنية حفظاً تلك التي تحمل في طيَّاتها أجمل القصص، تلعب القصص دوراً عظيماً في جعل الحديث أكثر جذباً وتشويقاً وإقناعاً، والقرآن مليءٌ بالقصص التي استخدمت للعبرة والتأثير، كقصَّة سيِّدنا موسى عليه السلام وفرعون، وقصَّة إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام، وقصَّة يوسف عليه السلام، وأصحاب الكهف، وفيها الكثير من العبر، ولذلك ابحث عن الشواهد القصصية التي تدعم حديثك ووظِّفها لإثراء كلماتك وحديثك. 

يُلهِم المستمعين… اجعل حديثَك ملهماً

كان الرسول صلَّى الله عليه وسلم يستخدم الحجج العقلية والمنطقية في دعوته، وفي مفترق الطرق ألهمه الله تعالى معاني ملهمة ستبقى تتردَّد على الأسماع فتبهر وتلهم كلَّ من سمعها. أذكر على سبيل المثال حوارَه مع عمِّه أبي طالب عندما عرض عليه أن يترك هذا الدين، وكان ردُّه الخالد: “والله يا عم، لو وضعوا الشمس في يميني، والقمر في يساري، ما تركت هذا الأمر حتَّى يُظهره الله أو أهلك دونه[رواه الطبراني]. كانت كلماته تتردَّد في ثباتٍ لتخبر كلَّ من سمعها أنَّه  صاحب الحجَّة القوية والثقة المطلقة بما هو عليه من الإيمان .

راقب ردود الفعل

لا يكفي لتكون صاحب أثرٍ في الكلام أن تتحرَّك بطريقةٍ قويةٍ، وتستخدم لغة الجسد فهو أمر من المسلمات، لغة جسد المحاور هي العمود الفقري للحديث المؤثِّر، ولكن عظام ذلك العمود تكتمل  فقط برصد لغة المستمعين، وتحفيزهم للمشاركة في الحديث لتفهم توجُّههم، فتُكيِّف حديثك بناءً عليه. وقد كان صلَّى الله عليه وسلَّم يُشرك الصحابة في الحديث، ويطرح عليهم الأسئلة ليُثير انتباههم. فكان يسألُهم: “أتدرون من المفلس ……“، “أيُّ العمل أحبُّ إلى الله”  فما كان منه ذلك عليه أفضل الصلاة والتسليم إلَّا ليشركهم في التفكير، ويجعل الحديث تفاعلياً وتبادلياً. فإشراك المستمعين في الحديث يعزِّز من تأثيره، ويجعل الرسالة أكثر وضوحاً وتقبُّلاً.

ختاماً: احرص على التأثير

لكي يكون حديثك مؤثِّراً، يجب أن يجمع بين الصدق، والوضوح، واستخدام القصص والحجج، مع التواضع.

قم بصياغة حديثك بطريقةٍ قابلة للتذكُّر كما جعلتها لك في هذا المقال بخمس فهذا يحقِّق لك التأثير المطلوب، ويجعل المستمعين يتفاعلون معك بشكلٍ إيجابي، والله الموفِّق. 

Recommended Posts

No comment yet, add your voice below!


Add a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *