"اختر لنفسك"
بقلم: محمد نور الطرشة
اختر لنفسك
ما لم نقدِّر العلماء والمفكِّرين السائرين على ضوء الوحي والمقتبسين من مشكاته، الذين يهدون الناس إلى ما فيه خيرهم ديناً ودنيا، ويبثُّون دعواتهم الهادفة إلى نهضة الفكر، واستيقاظ القلب، إنَّنا ما لم نقدِّرهم، ونرفع حجاب النفور والتشكيك فيهم، فسنظلُّ قابعين في جاهليتنا الحديثة، بأسسها القائمة على العبثية والفردانية والمادية، فلا أخلاق ولا معايير -أو معايير مشوَّهة- ولا غيبيات -أو في غفلةٍ عنها- ولا حقائق مطلقة.
إنَّك لن تستطيع أن تتأمَّل بحلولٍ لمشكلاتك، وبالتالي مشكلات الأمة، إذا لم تزح ستار التغافل والزهد بأولي العلم والفكر المأمونين على الشريعة الغرَّاء الصالحة لكلِّ زمانٍ ومكان، فابحث عنهم وتحلَّق حول دروسهم واستمع لمقاطعهم، ولن تجد إلَّا الخير بإذن الله.
أمَّا المفكِّرون الأجانب، فما أحسن كتابات بعضهم عن النفس البشرية؛ وتتبُّع دوافعها وسلوكها في ظلِّ هذا الواقع المحكوم بالانقياد وراء الهوى والكثرة، والنتيجة ليست إلَّا انطفاء شعلة النشاط، فلا مبالاة، ولا أهداف.
إنَّ ما تستمع إليه، وتهتمُّ به اليوم هو ما يحدِّد ما ستكون عليه في المستقبل القريب، فاختر لنفسك أيَّ صفٍّ تودُّ أن تكون فيه، صفِّ الفضلاء والقادة، أم صفِّ السفهاء والتافهين المنقادين.
No comment yet, add your voice below!