سلسلة
ماذا عن المرأة (1)
بالرغم من الطبيعة القاسية في أكثر الأحيان والمهينة في أحيان أخرى لحياة المرأة في الحضارة الغربية المادية، فإنّ كثيراً من الناس وخصوصاً أنصاف المثقفين العرب يسوّقون بشكل ببغائي صورةً ورديةً لامرأة الحضارة الغربية المادية، وصورةً قاتمةً مضطهدةً لامرأة الحضارة الإسلامية، فدافع الحقد أقوى من دافع الحق عند أكثر المنتقدين.
قضية المرأة في العصر الحديث ونظرة الإسلام لها وتعامله معها، هي من أكثر القضايا جدليةً، يستخدمها الكثيرون لترويع الناس من فكرة اعتناق الإسلام، ويستخدمها أنصاف المثقفين المعاصرين المتسترين تحت عباءة العلمانية لتشويه صورة الإسلام في أذهان معتنقيه.
ولأنّ كثيراً من العقول تتأثر بالمشوّهين لصورة المرأة في الإسلام، فيستغل هذا التشويه للنيل من الإسلام ومحاولة إبعاد الناس عنه، فإن من الواجب بيان الصورة الحقيقية للمرأة في الإسلام، والمغالطات الكبيرة التي تقود الحضارةُ الغربية المادية العالمَ إليها من خلال الدكتاتورية الفكرية التي تمارسها على مخالفيها.
لذلك فإننا سنبدأ بسلسلة تحاول بيان الحقائق الإسلامية والإنسانية المتعلقة بالمرأة، ولكن قبل الدخول فيها يجب التنويه إلى أنه من مفاتيح إدراك الحقائق المهمة: التجردُ عن الأهواء والصور النمطية السابقة قبل البحث.
بعض الشبهات التي ستتناولها هذه السلسلة:
1- قضية المساواة بين المرأة والرجل وموقف الإسلام منها.
2- ميراث المرأة في الإسلام.
3- المرأة وفريضة الحجاب.
المطالبة بالمساواة بين الرجل والمرأة وموقف الإسلام منها
(وجهة نظر مختصرة جداً)
تعتبر الحضارة الغربية المادية نفسها ويعتبرها مؤيدوها حضارةَ المساواة بين المرأة والرجل كما لم يكن في التاريخ الإنساني سابقاً، ويحاولون وصمَ الإسلام بأنه دين التمييز في التشريع على أساس الجنس، وأنه دين اضطهاد المرأة، فهل من الصحيح أن الإسلام لا يساوي بين المرأة والرجل في التشريعات؟
قبل الإجابة على هذا السؤال سنطرح سؤالاً آخر مهماً: هل المساواة بين المرأة والرجل أمرٌ جيد؟
ربما يعتبر البعض هذا السؤال سؤالاً ساذجاً أو تمييزياً، فجوابه واضح عند الأغلبية: نعم المساواة بين المرأة والرجل أمر جيد، وهو تعبير عن الرقي الحضاري الذي وصلته الإنسانية.
ولكن ماذا لو جربنا أن نفكر بعيداً عن التبعية للرأي السائد أو كما يُقال “خارج الصندوق”؟ وهل يمكن أن تؤدي المساواة بين المرأة والرجل إلى ضرر بهما، وبدورهما في الحياة؟
لا يمكن أن تكون المساواة في كل شيء مُفيدة إلا إن كانت مساواة بين متماثلين في كل شيء، وإلا ستؤدي المساواة إلى ظلم لطرف على حساب طرف آخر، وبناء على هذه القاعدة يمكننا أن نقول: إن المساواة المُدعاة بين المرأة والرجل في حضارة القرن الواحد والعشرين غير عادلة، ولا تحقق الغاية المنشودة للمرأة في أن تعيش عيشة هنية سوية.
والسبب: هو أن الرغبة الجامحة في تحقيق المساواة في كل شيء دفعت لأن تكون المرأة مثل الرجل في كل شيء وهذا بدوره شكّل عبئاً كبيراً عليها، عبئاً يخالف طبيعتها المتميزة، وعندما عاشت المرأة حياةً لا تتناسب مع طبيعتها وتكوينها وجدت نفسها قد هربت مما صوروه لها على أنه اضطهاد إلى اضطهاد أكبر ومعاناة أشد.
فالمساواة الجيدة تكون بين المتماثلين، أما بين المتباينين فإنها ستؤدي إلى الخلل، والحل يكون في العدل لا في المساواة، والمساواة ليست عدلاً دائماً.
وعليه فإن المُطالبة التي تحقق مصلحة المرأة والرجل معاً، ومصلحة المرأة أكثر في زماننا، والتي ننصح بها النسويين والنسويات – إن كانوا يرغبون حقيقةً في تحقيق مصلحة المرأة – ليست في شعار المساواة الذي يُصدّعون به جهلاً رؤوسَ المجتمعات، بل في شعار يحمل معنيين؛ المعنى الأول هو العدالة بين الرجل والمرأة، والمعنى الثاني هو التكامل بين الرجل والمرأة.
فالعدالة تقتضي أن يُكلف الرجل بما يستطيع شرط أن لا ينتقص ذلك من رجولته، وأن تُكلف المرأة بما تستطيع شرط أن لا ينتقص ذلك من أنوثتها.
والتكامل يقتضي أن يكون النقص الموجود في دور الرجل في الحياة مُكَمَّلا في دور المرأة، والنقص الموجود في دور المرأة في الحياة مُكَمَّلاً في دور الرجل.
وعليه فإن جواب السؤال السابق: “هل الإسلام يساوي بين المرأة والرجل في التشريعات؟”
هو: لا.
الإسلام لا يساوي بين المرأة والرجل في التشريعات، بل يُشرّع تشريعات لهما معاً، ولكل جنس منهما تخصيصاً، فالمرأة والرجل في النظرة الإسلامية لهما نفس الصفة التكليفية بشكل متساوٍ لكنهما لا يُكلفان بشكل متماثل.
وهذه التشريعات المتمايزة بين المرأة والرجل في الإسلام تميل لصالح المرأة أكثر ما تميل لصالح الرجل، ولو كان الرجل يفكر بعقلية النسويين لقام بعد معرفة التشريعات الإسلامية التي تمايز بين المرأة والرجل بتشكيل حركة الرجوليين للمطالبة بالمساواة بين الرجل والمرأة في تشريعات الإسلام.
وإن مقولة “المرأة تساوي الرجل” بحد ذاتها مقولة فيها نوع من نسب النقص للمرأة، وكأنها في صراع مستمر لتكون كالرجل، بينما هي في الحقيقة الطبيعية والحقيقة التشريعية ليست بحاجة للدخول في هذا الصراع، فهي ببساطة ليست متساوية مع الرجل، ومن الجهل الظالم أن تكون كذلك، بل هي متكاملة مع الرجل، لها ما لها مما يناسب طبيعتها النفسية والفيزيولوجية، وعليها ما عليها مما يناسب طبيعتها النفسية والفيزيولوجية.
بالرغم من الطبيعة القاسية في أكثر الأحيان والمهينة في أحيان أخرى لحياة المرأة في الحضارة الغربية المادية، فإنّ كثيراً من الناس وخصوصاً أنصاف المثقفين العرب يسوّقون بشكل ببغائي صورةً ورديةً لامرأة الحضارة الغربية المادية، وصورةً قاتمةً مضطهدةً لامرأة الحضارة الإسلامية، فدافع الحقد أقوى من دافع الحق عند أكثر المنتقدين.
قضية المرأة في العصر الحديث ونظرة الإسلام لها وتعامله معها، هي من أكثر القضايا جدليةً، يستخدمها الكثيرون لترويع الناس من فكرة اعتناق الإسلام، ويستخدمها أنصاف المثقفين المعاصرين المتسترين تحت عباءة العلمانية لتشويه صورة الإسلام في أذهان معتنقيه.
ولأنّ كثيراً من العقول تتأثر بالمشوّهين لصورة المرأة في الإسلام، فيستغل هذا التشويه للنيل من الإسلام ومحاولة إبعاد الناس عنه، فإن من الواجب بيان الصورة الحقيقية للمرأة في الإسلام، والمغالطات الكبيرة التي تقود الحضارةُ الغربية المادية العالمَ إليها من خلال الدكتاتورية الفكرية التي تمارسها على مخالفيها.
لذلك فإننا سنبدأ بسلسلة تحاول بيان الحقائق الإسلامية والإنسانية المتعلقة بالمرأة، ولكن قبل الدخول فيها يجب التنويه إلى أنه من مفاتيح إدراك الحقائق المهمة: التجردُ عن الأهواء والصور النمطية السابقة قبل البحث.
بعض الشبهات التي ستتناولها هذه السلسلة:
1- قضية المساواة بين المرأة والرجل وموقف الإسلام منها.
2- ميراث المرأة في الإسلام.
3- المرأة وفريضة الحجاب.
المطالبة بالمساواة بين الرجل والمرأة وموقف الإسلام منها
(وجهة نظر مختصرة جداً)
تعتبر الحضارة الغربية المادية نفسها ويعتبرها مؤيدوها حضارةَ المساواة بين المرأة والرجل كما لم يكن في التاريخ الإنساني سابقاً، ويحاولون وصمَ الإسلام بأنه دين التمييز في التشريع على أساس الجنس، وأنه دين اضطهاد المرأة، فهل من الصحيح أن الإسلام لا يساوي بين المرأة والرجل في التشريعات؟
قبل الإجابة على هذا السؤال سنطرح سؤالاً آخر مهماً: هل المساواة بين المرأة والرجل أمرٌ جيد؟
ربما يعتبر البعض هذا السؤال سؤالاً ساذجاً أو تمييزياً، فجوابه واضح عند الأغلبية: نعم المساواة بين المرأة والرجل أمر جيد، وهو تعبير عن الرقي الحضاري الذي وصلته الإنسانية.
ولكن ماذا لو جربنا أن نفكر بعيداً عن التبعية للرأي السائد أو كما يُقال “خارج الصندوق”؟ وهل يمكن أن تؤدي المساواة بين المرأة والرجل إلى ضرر بهما، وبدورهما في الحياة؟
لا يمكن أن تكون المساواة في كل شيء مُفيدة إلا إن كانت مساواة بين متماثلين في كل شيء، وإلا ستؤدي المساواة إلى ظلم لطرف على حساب طرف آخر، وبناء على هذه القاعدة يمكننا أن نقول: إن المساواة المُدعاة بين المرأة والرجل في حضارة القرن الواحد والعشرين غير عادلة، ولا تحقق الغاية المنشودة للمرأة في أن تعيش عيشة هنية سوية.
والسبب: هو أن الرغبة الجامحة في تحقيق المساواة في كل شيء دفعت لأن تكون المرأة مثل الرجل في كل شيء وهذا بدوره شكّل عبئاً كبيراً عليها، عبئاً يخالف طبيعتها المتميزة، وعندما عاشت المرأة حياةً لا تتناسب مع طبيعتها وتكوينها وجدت نفسها قد هربت مما صوروه لها على أنه اضطهاد إلى اضطهاد أكبر ومعاناة أشد.
فالمساواة الجيدة تكون بين المتماثلين، أما بين المتباينين فإنها ستؤدي إلى الخلل، والحل يكون في العدل لا في المساواة، والمساواة ليست عدلاً دائماً.
وعليه فإن المُطالبة التي تحقق مصلحة المرأة والرجل معاً، ومصلحة المرأة أكثر في زماننا، والتي ننصح بها النسويين والنسويات – إن كانوا يرغبون حقيقةً في تحقيق مصلحة المرأة – ليست في شعار المساواة الذي يُصدّعون به جهلاً رؤوسَ المجتمعات، بل في شعار يحمل معنيين؛ المعنى الأول هو العدالة بين الرجل والمرأة، والمعنى الثاني هو التكامل بين الرجل والمرأة.
فالعدالة تقتضي أن يُكلف الرجل بما يستطيع شرط أن لا ينتقص ذلك من رجولته، وأن تُكلف المرأة بما تستطيع شرط أن لا ينتقص ذلك من أنوثتها.
والتكامل يقتضي أن يكون النقص الموجود في دور الرجل في الحياة مُكَمَّلا في دور المرأة، والنقص الموجود في دور المرأة في الحياة مُكَمَّلاً في دور الرجل.
وعليه فإن جواب السؤال السابق: “هل الإسلام يساوي بين المرأة والرجل في التشريعات؟”
هو: لا.
الإسلام لا يساوي بين المرأة والرجل في التشريعات، بل يُشرّع تشريعات لهما معاً، ولكل جنس منهما تخصيصاً، فالمرأة والرجل في النظرة الإسلامية لهما نفس الصفة التكليفية بشكل متساوٍ لكنهما لا يُكلفان بشكل متماثل.
وهذه التشريعات المتمايزة بين المرأة والرجل في الإسلام تميل لصالح المرأة أكثر ما تميل لصالح الرجل، ولو كان الرجل يفكر بعقلية النسويين لقام بعد معرفة التشريعات الإسلامية التي تمايز بين المرأة والرجل بتشكيل حركة الرجوليين للمطالبة بالمساواة بين الرجل والمرأة في تشريعات الإسلام.
وإن مقولة “المرأة تساوي الرجل” بحد ذاتها مقولة فيها نوع من نسب النقص للمرأة، وكأنها في صراع مستمر لتكون كالرجل، بينما هي في الحقيقة الطبيعية والحقيقة التشريعية ليست بحاجة للدخول في هذا الصراع، فهي ببساطة ليست متساوية مع الرجل، ومن الجهل الظالم أن تكون كذلك، بل هي متكاملة مع الرجل، لها ما لها مما يناسب طبيعتها النفسية والفيزيولوجية، وعليها ما عليها مما يناسب طبيعتها النفسية والفيزيولوجية.
No comment yet, add your voice below!