تظن أنك عاجز عن فعل شيء.. لكنك قادر على شيء
تظن أنك عاجز عن فعل شيء لكنك قادر على شيء
بقلم: أغيد الخطيب
قد يبادر لذهنك أخي الكريم عند قراءتك العنوان أنَّ هذه مقالةٌ تحفيزية، أُخبرك فيها عن قدرتك على القيام بالمهام المتراكمة عليك، أو عن قصص تخديرية عن نجاح أشخاص كانوا ينامون ساعاتٍ كثيرة ونجحوا في الحياة، أو أنَّني أضحك عليك بكلماتٍ معسولة لتدفع لي أموالاً مقابل كورس معين، لكن لا!!!!!
الأمر مختلفٌ تماماً، كتبت هذه المقالة لأذكِّرك وأذكِّر نفسي بإخواننا الذين تركناهم وهم في أمسّ الحاجة لنا، وهجرناهم في أشدّ الأوقات عليهم، وصمتنا عمَّا يحصل لهم في أعظم الأوقات التي ينبغي التحدُّث فيها، إخواننا في غزّة، في جباليا، إخواننا في فلسطين، في لبنان، في اليمن، في سوريا، في السودان، إخواننا المسلمون الذين قال الله تعالى عنَّا: (إنّما المؤمنون إخوة)، والذين قال عنهم رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: ((مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ، إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى)) [صحيح مسلم]. هل شعرت، هل عرفت ما أعني؟؟
ستقول لي: ما باليد حيلة… لكنَّك مخطئٌ تماماً، سأخبرك وأذكِّر نفسي بما علينا فعله.
أوَّلاً، ابدأ بنفسك: تُب إلى الله، فإنَّ توبتك سوف تساهم في تسريع الفرج، ما دليلي على ذلك؟
يروى أنَّه بعد فتح صلاح الدِّين الأيوبي لبيت المقدس، تحالفت الأمم الأوروبية لاستعادة بيت المقدس، فطلب صلاح الدين من شيخه أن يدعوَ له بالنصر، فرفض الشيخ!! وأخبره بأنَّ عليه أن يطلب من الناس أن يصلحوا أنفسهم أوَّلاً، فذهب ثمَّ عاد ثانيةً، وأخبره أنَّ الجيوش قد استكملت العتاد، وسوف تبدأ بالحراك وطلب منه أن يدعو له، فرفض ثانياً، وضربه على صدره فوقعت عمامته، وأمره أن يُصلح قومه قبل أن يدعو له، فأرسل رسائل إلى جميع الأقطار أن يُصلحوا أنفسهم ويتوبوا إلى الله وعاد إلى شيخه فدعا له، فتعثَّرت بعض الجيوش على الطريق، وتخلَّف بعضها، وانتصر صلاح الدين ولم تُسرق القدس… فتُب أخي إلى الله، واترك المعاصي والذنوب التي أنت واقع فيها.
ثانياً، انشر: لا تقل ليس لدي متابعين، انشر وعرِّف العالم، عرِّف المحيطين بك بما يحدث، لا تسكت فهم يريدونك أن تسكت، ادعم وانشر ولا تتوقَّف عن نشر معاناتهم، علِّ صوتك وإن يصل إلى واحد فيتوب إلى الله أو ينشر كما تنشر.
ثالثاً، قاطع: لا تشترِ المنتجات التي تدعم هذا الكيان الغاصب القاتل، قطعة شوكولا تستلذّ بها قد تتسبَّب بقتل شخصٍ بريءٍ ليس له ذنبٌ سوى أنَّه ولد في هذا المكان، ربما تقول: أنا أعيش في مكانٍ كلُّه منتجاتٌ وضعت في لائحة المقاطعة، قاطع “البراندات” الأساسية التي تدعم الكيان على صفحاتها بكلِّ جرأة، واستغفر الله على كلِّ منتجٍ تشتريه وأنت غير قادر على بديلٍ غير مقاطع، واعلم أنَّ الأمر لا يقتصر على المنتجات فقط، بل هناك أناس يحتاجون أن تقاطعهم، فلا بد أنَّك رأيت الحفلات التي تجرى في الوقت الذي يباد فيه إخواننا، وكأنَّهم في عالم غير عالمنا ، فقاطعهم ولا تتفاعل على منشوراتهم، كي لا تكون سبباً في انتشارهم.
رابعاً، اعتبر: تعلّم الدروس من هؤلاء الأبطال، الذين بذلوا أنفسهم وأموالهم وعوائلهم في سبيل الله تعالى، تعلّم منهم الصّبر والشّجاعة ، تعلّم الرضا بالقدر ولو كان ظاهره مؤلماً، وارض به، ولا تيأس، لا تقنط من ضيق رزق، أو لأجل شيء أحببته فلم تستطع أن تشتريه، فالأمر أكبر من ذلك!
خامساً، ادعُ: ادعُ لهم، لا تتوقَّف عن الدعاء، استيقظ قبل الفجر لأجل أن تدعو لهم، ، ادع لهم في كلِّ سَكَنة وحركة، تذكَّرهم عندما تأكل وتشرب وتأوي إلى فراشك بسلام، تذكَّرهم دائماً، واجعل لسانك يلهج بالدعاء لهم.
سادساً، صحّح الصّورة: وضّح للعالم قبح الجرائم التي يقوم بها الصهاينة، وما يقومون به من قتل أبرياء لم يفعلوا أيَّ شيء، عرِّف الناس أنَّ الأمر أكبر من الطوفان الذي حدث، فعمر الأمر عقود، عرِّفهم أنَّ الإبادات التي يقومون بها هي ضدّ جميع القوانين الدّولية، ويجب أن يعاقبوا عليها، ويجب ألَّا يسكت عنها أبداً!! تحرّك… تحرّك… تحرّك!ّ!!!!!
جَدَّ الزَّمانُ وأنتَ تلعَبُ
والعُمرُ في لَا شيءَ يذهبُ
كَم قَد تَقُولُ: غداً أتُوبُ
غداً، غداً، والمَوتُ أقربُ
1 Comment
[…] #تظن_أنك_عاجز_عن_أي_شيء_لكنك_قادر_على_كل_شيء […]