حرية المرأة
حرية المرأة
كلُّنا يعلم أنَّ الأمَّة الإسلامية غدت اليوم هدفاً لسهام الحاقدين يسعون للقضاء عليها، فما السبيل الذي يسلكه أعداء الأمَّة لذلك، وما هي الوسائل التي يتَّخذونها من أجل الوصول إلى أهدافهم؟
هما سبيلان لا ثالث لهما، فالأمَّة تُحارَب اليوم على جبهتين:
أمَّا #الجبهة_ الأولى: فهي وحدة هذه الأمَّة، وتفكيك أهمِّ ما يجمعها وهو بنيان هذا الدِّين، الإسلامُ بكلِّ تفاصيله المتماسكة: عقيدةً وشرعةً وأخلاقاً، والتلاعب به والعبث بأدقِّ تفاصيله الحكيمة، باستهدافٍ ممنهجٍ مموَّهٍ يأتيك بألف لبوسٍ، وخلف أقنعةٍ مبهرجةٍ خدَّاعة.
وأمَّا #الجبهة_ الثانية: فأخلاق هذه الأمَّة وفضائلها، وصار غريباً قول شوقي:
وإنَّما الأممُ الأخلاقُ ما بقيت فإنْ همُ ذهبتْ أخلاقُهم ذهبوا
يعسر علينا أن نفقه معناه، وقد كان من أهمِّ المألوف الذي تربَّينا عليه، فالحرب هنا هي على الفضيلة، الحصن الحصين الثاني للأمَّة، وما ذاك إلا لشدَّة التصاقه بإسلامنا العظيم…
وتتجلى مظاهر تلك الحرب على الجبهتين باستخدام سلاحٍ ذي حدَّين:
وهو #المرأة المسلمة المحافظة على دينها، ونفسها، وعفَّتها، وأنوثتها، وهي التي أعزَّها الإسلام في جميع جوانب الحياة، على عكس ما يدَّعيه الغرب، وأعداء الإسلام الذين يزرعون أفكارهم وأشواكهم في عقول أولادنا ومجتمعاتنا، وما هي إلَّا سمومٌ امتلأت بالخبث، غايتها العبث بفكر بنات الإسلام، وزرع الشكوك في معتقداتهم.
#ولكن يجب أن نكون على درايةٍ بما يدبرون له، فنُجلي الأفكار التي ينطلقون منها:
# أوَّلاً: #حقوق_ المرأة، والمطالبة بحريتها و… و…
نتكلَّم بدايةً عن المرأة في الإسلام، فهل حافظ الإسلام على حقوقها، وكيف كفل حريتها؟
#نرى الجهل اليوم وقد نصب سُرادقه حول جماهير غفيرةٍ من الناس، وإنَّ تقهقر الأمَّة الإسلامية في العصور الأخيرة إنَّما يعود إلى الجهل بموقف الإسلام الصحيح من المرأة.
المرأة في الإسلام:
لقد جمع القرآن الكريم بين الرجال والنساء في التكاليف الشرعية، والدليل على ذلك #قوله تعالى:
((إِنَّ المسلمينَ والمسْلِمَاتِ والمؤمنينَ والمؤمناتِ والقانتينَ والقانتاتِ والصِّادِقينَ والصادقاتِ والصَّابرينَ والصَّابراتِ والخاشعينَ والخاشعاتِ والمتصدِّقينَ والمتصدِّقاتِ والصَّائمينَ والصَّائماتِ، والحافظينَ فُروجَهم والحافظاتِ والذَّاكرينَ اللهَ كثيراً والذاكراتِ أعدَّ اللهُ لهم مغفرةً وأجراً عظيماً)) الأحزاب35.
وعن النَّبيُّ عليه الصلاة والسلام قال:
((النساء شقائق الرجال، ما أكرمهنَّ إلَّا كريم، وما أهانهنَّ إلَّا لئيم)).
لقد كرَّم الإسلام المرأة وأعطاها الحقَّ في التملُّك، والإيجار، والبيع ونحو ذلك، وكفل لها حقَّها في التعليم والتعلُّم، بل وجعل التعلُّم فرضاً عليها وعلى كلِّ مسلمٍ ذكراً كان أو أنثى، #فأين الظلم الذي يدَّعيه الغرب! #فحقُّ المرأة في الإسلام محفوظٌ ومطلوب.
يقولون: لقد كرَّم الإسلام الرجل ورفع درجته عن المرأة، ولم يساو بينهما؟
إنَّ من مسلَّمات هذا الدين الحنيف أنَّ المرأة مساويةٌ للرجل في التشريف والتكليف والمسؤولية، مكلَّفةٌ كما هو مكلَّفٌ، ومكرَّمةٌ كما هو مكرّم، قال تعالى: ((ولقد كرَّمنا بني آدم)) [الإسراء:70]، فلم يقل: كرَّمنا الرجال فقط. وقال تعالى: ((لقد خلقنا الإنسان في أحسنِ تقويم)) [التين:4]، ولم يقل: خلقنا الرجال في أحسن تقويم، بل قال الإنسان أي الذكور والإناث. إذاً فالمرأة مشرَّفةٌ كما أنَّ الرجل مشرَّف، ومكلَّفةٌ ومسؤولةٌ كما هو مسؤولٌ ومكلَّف، والمرأة في الإسلام مساويةٌ للرجل في كلِّ شيء.
No comment yet, add your voice below!