تاريخ الحركة النسوية

تاريخ الحركة النسوية

تتسم الحركة النسوية في العالم الغربي أو العربي، بتعقيدها وتعدُّد مراحلها وأهدافها. وفيما يأتي سأقدم شرحاً أوسع لتاريخ النسوية، مع إلقاء الضوء على أبرز الآراء النقدية من الباحثين في كلا السياقين.

تاريخ النسوية الغربية
  • المرحلة الأولى (بين القرن 19 – وأوائل القرن 20)
    ركزت الموجة الأولى من الحركة النسوية على حقوق المرأة السياسية والقانونية، لا سيما حقِّها في التصويت. بدأت هذه الموجة مع إلغاء العبودية، واستمرَّت حتى منح النساء حق التصويت في بعض الدول الغربية مثل: الولايات المتَّحدة والمملكة المتحدة.
    كانت الموجة الأولى تهدف بشكلٍ أساسي إلى تحسين أوضاع المرأة الاجتماعية، والسياسية، والقانونية. دافعت عن حقِّ المرأة في التعليم، وحقِّها في التصويت، والملكية. بدأت النساء في هذه الفترة في الغرب يناضلن ضدَّ القوانين التي تعامل النساء كملكية خاصة للرجال.
    أبرز شخصياتها:
  1. ماري ولستون كرافت: قدَّمت أحد أقدم الأعمال النسوية، حيث كتبت “A Vindication of the Rights of Woman” (1792)، وهو دفاع عن حقوق المرأة التعليمية والاجتماعية.
  2. جون ستيوارت ميل: في “The Subjection of Women” (1869)، قدَّم مبرِّراتٍ فلسفية لضرورة المساواة بين الرجل والمرأة في المجتمع.

    ركَّزت هذه المرحلة بشكلٍ رئيسيٍّ على قضايا النساء البيض من الطبقة الوسطى في الدول الغربية، وتمَّ إهمال النساء من الطبقات الدنيا والأقليات العرقية.

  • المرحلة الثانية (1960 – 1980):
    تمحورت حول الحقوق الاجتماعية والاقتصادية والجنسية للمرأة. بدأت هذه المرحلة مع الحركات المدنية في الولايات المتحدة، وركزت على الحقوق الإنجابية والمساواة في العمل. تمحورت هذه الموجة حول المساواة في الأجور، الحقوق الإنجابية، والحرية الجنسية. أثرت الحركات الاجتماعية مثل الحركات المدنية الأمريكية في انتشار النسوية الليبرالية التي ركزت على تحرير المرأة من القيود التقليدية. 
    أبرز شخصياتها:
  1. بيتي فريدان: كتبت “The Feminine Mystique” (1963)، وهو عملٌ نقديٌّ ضدَّ الدور التقليدي للمرأة كونها ربةَ منزل فقط.
  2. سيمون دي بوفوار: في كتابها “The Second Sex” (1949)، ناقشت كيفية بناء المجتمع لصورٍ معيَّنة عن الأنوثة والتي قيدت النساء.

    بدأت بعض الباحثات في نقد هذه المرحلة لكونها لم تراعِ التنوع العرقي والطبقي، وتمَّ توجيه انتقاداتٍ للموجة الثانية بأنَّها تهتمُّ بمصالح نساء الطبقة العليا فقط، ولم تلتفت إلى القضايا الخاصة بالنساء السود أو نساء العالم الثالث.
  • المرحلة الثالثة: من1990   حتى اليوم
    تتناول التنوع والتقاطعات بين النسوية والعوامل الأخرى مثل العرق، والجنس، والطبقة الاجتماعية. تسعى لتجاوز التصورات التقليدية عن النسوية الغربية لتشمل نساءً من خلفياتٍ مختلفة. ظهرت هذه الموجة لتصحيح قصور الموجتين السابقتين عبر التأكيد على أنَّ تجارب النساء تختلف بحسب العرق، الطبقة، التوجُّه الجنسيّ وغيرها. تركز هذه المرحلة على التقاطعات بين النسوية وقضايا أخرى مثل العنصرية والتمييز الجنسي.
    أبرز الشخصيات:
  1. جوديث بتلر: من خلال كتابها  “Gender Trouble” (1990)، قدمت أفكاراً معقَّدةً عن الهوية الجندرية باعتبارها بنيةً اجتماعيةً وليست ثابتة بيولوجياً.
  2. بيل هوكس: ناشطة نسوية من أصول أفريقية، كتبت عن النسوية التي تأخذ في الاعتبار العرق والطبقة في “Feminism is for Everybody” .

    انتقد بعض الباحثين هذه الموجة لأنَّها أصبحت أكثر تجريديةً، مما جعلها بعيدةً عن القضايا اليومية للنساء في المجتمعات الأقل تطوراً.

ميشيل فوكو: يرى أنَّ النسوية كانت جزءاً من حركاتٍ أوسع لتحرير المجتمعات من قيود السلطة الأبوية التقليدية، لكنَّها تحتاج إلى انتباهٍ أدقَّ للتأثيرات الاقتصادية والاجتماعية.

نعومي وولف: في كتابها “The Beauty Myth” (1991)، ناقشت أصبحت الضغوط الجمالية التي تفرضها الثقافة الحديثة أداةً للحدِّ من حرية المرأة. 

Recommended Posts

No comment yet, add your voice below!


Add a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *