كيف يروي البخاري حديث زواج السيدة عائشة والحديث معلول من جهة المسند والمتن
كان النَّبيُّ مأموراً بزواجه من السَّيِّدة عائشة, ووردت أحاديث تدلُّ على ذلك
الحديث 6
روى البخاريُّ عن هشام بن عروة عن عائشة رضي الله عنها قال: (تزوَّجني النَّبيُّ ﷺ وأنا بنت ستِّ سنين… فأسلمتني إليه وأنا يومئذٍ بنت تسع سنين).
الشبهة:
- انفرد هشام ابن عروة برواية الحديث, وهو متَّهمٌ.
- هشام بن عروة ليس متَّهماً, فقد أخذ عنه كثيرٌ من الأئمَّة والمحدِّثين ومنهم الإمام مالك.
- لم ينفرد هشام بالحديث بل وجد له شواهد عند مسلم وغيره.
- عمر السَّيِّدة عائشة عندما تزوَّجها النّبيُّ كان 17 عاماً, وليس 9 سنين فهذا خطأٌ من البخاريِّ في نقل عمرها… لأنَّ أسماء كانت أكبر منها بعشر سنين, وتوفِّيت السَّيِّدة أسماء عام 73 للهجرة عن عمر مئة عام, فهذا يدلُّنا أنَّ السّيّدة عائشة في عام الهجرة كان عمرها 17 عاماً.
وردت روايةٌ في البخاريِّ تثبت أنَّ السَّيِّدة عائشة كان عمرها 17 عاماً عند الهجرة.
أخرج البخاريّ عن عائشة أنَّها قالت: (لقد أنزل على محمَّدٍ ﷺ بمكَّة وإنّي جاريةٌ ألعب: ﴿بلِ السَّاعةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ﴾[القمر46], ومعلومٌ أنَّ سورة القمر نزلت في السَّنة الرَّابعة من البعثة, ووقتها كانت السَّيِّدة عائشة ابنة 8 سنوات على هذه الحسابات.
الرَّدّ:
- لا يوجد ما يثبت أنَّ السَّيِّدة أسماء ماتت وعمرها مئة عامٍ تماماً, فهناك مصادر ذكرت أنَّ عمرها كان 91 عاماَ.
- لا يوجد دليلٌ قاطعٌ على أنَّ السَّيِّدة أسماء أكبر من السّيدة عائشة بعشر سنين تماماً.
- تدلُّ الأخبار الأصحُّ على أنَّ السَّيِّدة عائشة كانت أصغر من السَّيِّدة فاطمة بثماني سنواتٍ, أي أنَّ عمرها كان عند بعثة النَّبيِّ ﷺ 12 عاماً, وكانت السَّيِّدة عائشة في الرابعة أو الخامسة من عمرها.
- اتَّفقت المصادر على أنَّ عمر السَّيِّدة عائشة عند وفاة النَّبيِّ ﷺ كان 18 عاماً.
- كثرة الأحاديث التي دلَّت على أنَّها كانت جاريةً حديثة السِّنِّ.
- لم يختلف أهل العلم على أنَّ زواج النَّبيِّ ﷺ من السيدة عائشة كان وهي بنت 9 سنين, وذكر هذا ابن عبد البرِّ: (لا أعلمهم اختلفوا في ذلك …).
- بالنِّسبة إلى الاستدلال بسورة القمر فقد اتفق المفسِّرون على أنَّ قوله تعالى: ﴿بلِ السَّاعةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ﴾[القمر46], هذه الآيات بالذَّات نزلت متأخّرةً, فمنهم من قال نزلت في السَّنَة السابعة, حتَّى قال بعض المفسرين: إنَّها نزلت في المدينة المنوَّرة.
قال ابن جزِّي: (سورة القمر مكّيّة إلا الآيات (4) و (45 و46) مدنيّة).
وهناك أدلَّةٌ كثيرةٌ تثبت أنَّ سورة القمر نزلت بعد حادثة الإسراء والمعراج, أي في السَّنة التاسعة للبعثة, وكانت السَّيّدة عائشة وقتها بنت 4سنوات.
الشبهة 2: هي زواج النَّبيِّ ﷺ من طفلة عمرها 9 سنين.
الرّدُّ: هذه الشبهة ليست طعناً في البخاريِّ, وإنَّما هي سؤالٌ خفيُّ الدوافع للطَّعن بالمعصوم ﷺ, فنقول:
1- كان النَّبيُّ مأموراً بزواجه من السَّيِّدة عائشة, ووردت أحاديث تدلُّ على ذلك.
2- كانت السَّيِّدة عائشة وهي صاحبة الشَّأن سعيدةً بهذا الزَّواج, ولم تجد فيه نقصاً, وكانت تقول: (تزوَّجني رسول الله في شوَّال, وبنى بي في شوَّال, فأيّ نساء رسول الله ﷺ كانت أحظى عنده مني) (أي أقرب إليه, وأسعد به).
3- لم تكن عادة زواج الصَّغيرات غريبةً في الجزيرة العربية.
وقد ورد عن الإمام الشَّافعيِّ قول: (رأيت باليمن بنات تسع يحضن كثيراً).
4- إنَّ من ينكر زواج رسول الله ﷺ من عائشة وهي بنت تسع سنين يقيس وضع الجزيرة العربية آنذاك مع وضع الدول الأوربية والأمريكية في هذا الزمن, وهذا قياسٌ فاسد.
5- من ينظر إلى الحاضر الأوروبي نظرة تقديسٍ فليذكر أنَّ ملكة قشتالة تزوَّجت وعمرها 8 سنوات, وأنَّ إيزابيلا زوجة ريتشارد الثاني ملك إنجلترا تزوَّجت وعمرها 7 سنوات.
No comment yet, add your voice below!